قال رئيس الوزراء التركي، احمد داود أوغلو، إنه لا يمكن التسامح والتغاضي عن العمليات الروسية المستمرة في سوريا والتي ترقى إلى مثابة تطهير إثني واضح، بالتذرع بأن تركيا ستستقبل اللاجئين السوريين في كل الأحوال.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده داود أوغلو مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الاثنين، بالعاصمة أنقرة.
وأضاف داود أوغلو أنه لا بد من وقف القصف الروسي الغائر على حلب فوراً، مشيراً الى أنه من الخطأ انتظار أن تتحمل تركيا وحدها كل أعباء الأزمة، ومؤكداً أن الأزمة السورية هي امتحان للإنسانية جمعاء، وليست أزمة دولة بعينها.
ولفت داود أوغلو إلى أن على المجتمع الدولي أن يتكاتف وأن يعمل سوياً من أجل إنهاء الأسباب التي أدت إلى ظهور أزمة اللاجئين وإلى تفاقم الأزمة بعد ذلك، سواء كان القصف الروسي أو هجمات النظام السوري أو اعتداءات داعش.
وأشار داود أوغلو إلى وجود تعاون وثيق بين تركيا وألمانيا في موضوع مواجهة جريمة الاتجار بالبشر، التي تعدها تركيا إحدى جرائم الإرهاب، كما أشار إلى أن المستشارة الألمانية أكدت استعداد بلادها للقيام بما يلزم من أجل محاربة تلك الجرائم.
وأضاف داود أوغلو أنه لا بد من زيادة التعاون بين تركيا وأوروبا بشكل أكبر من أجل حل أزمة اللاجئين، وأنه يتعين البدء في تقديم المساعدات المالية التي تكفل بها الاتحاد الأوروبي في أسرع وقت، مؤكداً أن تلك المساعدات ليست من أجل تركيا وإنما هي مساعدات للاجئين السوريين المتواجدين بتركيا.
وأوضح داود أوغلو أن عملاً ثنائياً لهذا الغرض سيبدأ بمشاركة منظمتي إغاثة من الجانبين، هما وكالة الإغاثة التقنية الألمانية (تي إتش دبليو) من الجانب الألماني ووكالة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد).
وتابع داود أوغلو "سنعمل مع ألمانيا في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الناتو، يوم الخميس المقبل، على طرح مسألة تدفق اللاجئين من سوريا وكافة تداعياتها على أجندة أعمال الحلف، من أجل تدخل الناتو في هذا الموضوع لا سيما من خلال آلياته للمراقبة في بحر إيجة، والحدود."
وفيما يخص العمليات العسكرية التي تنفذها القوات التركية ضد تنظيم بي كا كا الإرهابي في ولايتي شيرناق وديار بكر جنوب شرقي البلاد، أكد داود أوغلو أن الدولة تراعي المعايير القانونية والديمقراطية المتبعة في أوروبا، خلال حربها ضد الإرهاب. مشيراً إلى أن العمليات في منطقة جيزرة في ولاية شيرناق شارفت على الانتهاء.
ورداً على اتهامات صحفي ألماني حول قيام الدولة التركية بانتهاك حقوق الإنسان في مناطق الاشتباكات وقيامها بقمع حرية الرأي والتعبير، قال داود أوغلو: "إن انتقاد رئيس الوزراء التركي في حضوره وتوجيه مثل تلك الاتهامات، يعد دليلاً واضحاً على مدى تقدم حرية الرأي والتعبير في تركيا."
وأكد داود أوغلو أن الدولة تراعي تطبيق المعايير القانونية والديمقراطية أثناء حربها على الإرهاب، إلا أنها تضع أمن المواطن التركي وسلامته على رأس أولوياتها قبل حقوق عناصر التنظيم الإرهابي؛ لافتاً إلى أنه لا توجد أي دولة في العالم تسمح بتمركز مجموعات مسلحة في إحدى مناطقها وقيامها بتعطيل حياة المواطنين.
من جانبها صرحت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن بلادها مستعدة للقيام بما يتوجب عليها حيال أزمة اللاجئين، مشيرة إلى أن ألمانيا ستكثف تعاونها مع تركيا للقضاء على جريمة الاتجار بالبشر.
وانتقدت ميركل القصف الروسي على المدنيين في حلب، وطالبت بضرورة وقف القصف في أسرع وقت.