قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، إن من يحاولون إطالة عمر بشار الأسد في السلطة، رغم قيامه بقتل أكثر من 400 ألف من شعبه، يخدمون في الأصل أهداف تنظيم داعش الإرهابي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده إبراهيم قالين، اليوم الاثنين، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أجاب خلاله عن أسئلة الصحفيين حول أهم التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وأضاف قالين، إن قيام بعض الدول باستهداف المعارضة السورية المعتدلة، بحجة استهداف داعش، هو تصرف لا يمكن السكوت عليه، وأن الأحداثيات التي يزود بها الأسد القوات الروسية، والتي يعتمدون عليها في غاراتهم الجوية، ليس لها أي علاقة بداعش، وأكد أن معظم الغارات الروسية استهدفت منطقة جبل التركمان، حيث لا وجود لداعش هناك.
محاربة الإرهاب.
وأكد قالين على أن الدولة التركية عازمة على مواصلة حربها ضد الإرهاب، حتى القضاء عليه تماماً، وأشار الى استمرار العمليات العسكرية بمناطق جنوب شرق الأناضول، ضد عناصر تنظيم بي كا كا الإرهابي.
وبخصوص تصريحات بعض قادة حزب الشعوب الديمقراطي (ذو التوجه القومي الكردي) المؤيدة للعمليات الإرهابية، والداعية للانفصال قال قالين " إن الحديث بشكل علني حول الانفصال، الانقسام، والحكم الذاتي، والإدارة الذاتية، وإدارة كانتون، لن يكون له أي مقابل في المجتمعات التي تتصرف بنضج ديمقراطي، ومصير الجهات التي تحاول أن تحصل على مكاسب سياسية على حساب موت الآخرين معروفة، وإن محاولة تبرير وتجميل الإرهاب لا طائل منه في الوقت الذي تظهر فيه جرائم تنظيم بي كا كا الإرهابي واضحة للعيان."
وفيما يخص محاربة داعش، قال إبراهيم قالين، إن تركيا من أكثر الدول إصراراً وفاعلية في موضوع محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وأشار الى أن تركيا عضو في التحالف الدولي ضد داعش، إضافة الى الهجمات الجوية التي تنفذها القوات الجوية التركية، خارج إطار التحالف. وأوضح قالين أن تركيا منعت أكثر من 34 ألف شخصاً، قادمين من 123 دولة مختلفة، من دخول تركيا، للاشتباه في نيتهم الانضمام لداعش، متسائلاً عن مدى فاعلية الإجراءات التي تتخذها الدول الأخرى للحيلولة دون إنضمام مواطنيها لداعش.
الأزمة مع العراق
وفيما يخص أزمة تواجد الجنود الأتراك في العراق، قال قالين، إن تركيا ليس لديها أطماع في أراضي أي دولة أخرى، وإنها تحترم السيادة العراقية، ووحدة التراب العراقي، مؤكداً أن الهدف من تواجد الجنود الأتراك في العراق، هوالقيام بمهام تدريبية فقط، وأن لا توجد مهام قتالية لهم.
إسقاط الطائرة الروسية
وفيما يخص الأزمة بين أنقرة وموسكو(بسبب قيام تركيا بإسقاط طائرة حربية روسية، اخترقت المجال الجوي التركي، ولم تستجب للتحذيرات، فتم إسقاطها وفقاً لقواعد الاشتباك المتعارف عليها دولياً )، أكد قالين على أن تركيا تؤيد حل المشكلة عن طريق المفاوضات عبر القنوات الدبلوماسية، والبعد عن التصريحات الاستفزازية، التي من شأنها زيادة حدة التوتر، قائلاً
"أظهرنا موقفاً صادقاً تجاه حل مشكلة (اسقاط المقاتلة)، لكن للأسف الطرف الروسي استمر في ممارسة الدعاية السوداء ضدنا، وأدلى بتصريحات مستفزة.. نحن مع حل المشكلة عن طريق المفاوضات وعبر القنوات الدبلوماسية، لم نغلق أبوابنا، ومستعدون للتقدم بخطوات، إذا استجاب الطرف الآخر، لنقوم معاً بما يلزم من أجل إعادة تطبيع العلاقات."
العلاقات مع إسرائيل.
وبخصوص موضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أفاد قالين، أن المشاورات مستمرة منذ مدة للتباحث حول تطبيع العلاقات، في إطار الشروط الثلاثة التي وضعتها تركيا، وهي (الاعتذار الرسمي، ودفع تعويضات لأسر الشهداء، ورفع الحصار عن غزة) مشيراً الى أن شرط الاعتذار قد تم تنفيذه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن هناك تقدماً في النفاوضات حول التعويض، إلا أنه لم يصل بعد لدرجة الاتفاق، مؤكداً على أن تركيا مصممة أيضاً على تنفيذ الشرط الثالث، وهو رفع الحصار عن غزة.
وأضاف قالين، أن تركيا لن تتخلى أبداً عن دعمها للقضية الفلسطينية، ولن تصمت أمام انتهاك إسرائيل لحقوق الفلسطينيين، حتى إذا تم تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلاً " إن موقف تركيا بخصوص القضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني المشرف والعادل من أجل حريته، واضح وصريح، سواء تم التوقيع على اتفاق أو لم يتم، فإن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى حصوله على دولته، وستستمر تركيا بعمل ما يقع على عاتقها من أجل تحقيق صيغة الدولتين، وموقفنا في هذا الصدد لم يطرأ عليه أي تغيير"