قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه يتعين على الجميع احترام حق تركيا في حماية حدودها، مضيفا "بذلنا كل ما بوسعنا لتجنب وقوع الحادثة الأخيرة (إسقاط الطائرة الروسية)"، وأنه ليس لتركيا أي عداء ضد جيرانها، أو أي دولة أخرى".
جاء ذلك، في كلمة له، خلال حفل استقبال أقيم، مساء أمس الثلاثاء، في القصر الرئاسي التركي، في أنقرة، بمناسبة يوم المعلم، حيث قال أردوغان معلقًا على إسقاط المقاتلات التركية صباح اليوم، طائرة حربية روسية اخترقت الأجواء التركية، "لم نرغب برؤية ما حدث اليوم ونشعر بالانزعاج جراء الزجّ بنا بمواجهة من هذا النوع، وإسقاط الطائرة، تم بشكل كامل ضمن قواعد الاشتباك التي سبق لتركيا أن أعلنتها".
وكانت رئاسة الأركان التركية، قد ذكرت في بيان لها على موقعها الإلكتروني، صباح اليوم، أنّ "مقاتلة مجهولة الهوية (تبين لاحقا أنها روسية)، واصلت انتهاكها الأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت إثر ذلك، طائرتان تركيتان من طراز (F 16)، كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها في تمام الساعة 09:24(07.24 تغ) من صباح اليوم بالتوقيت المحلي".
وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا قال أردوغان "سننشيء بالتعاون مع الحلفاء منطقة إنسانية آمنة بين جرابلس والبحر المتوسط، لمنع تكرار مأساة إنسانية جديدة، ولتوفير فرصة للمهاجرين الذين يُريدون العيش بوطنهم"، مضيفاً أن "من لا يدعم جهود تركيا في إنشاء منطقة آمنة، سيكون شريكًا في تحمل مسؤولية مقتل كل بريء يضاف إلى من قتلوا حتى الآن في سوريا".
وأكد أردوغان إصرار بلاده على تطهير المنطقة الواقعة بين جرابلس والبحر المتوسط من المنظمات الإرهابية، قائلا "إن تركيا دعمت أشقاءها الذين يعيشون في تلك المنطقة، وستستمر في دعمهم"، فيما أشار أن "موقف تركيا الرّزين تجاه ما يحدث في سوريا، حال دون أن تشهد أحداثاً أكثر مأساوية".
وأفاد أردوغان أن "تركيا تدعم بكل صدق، مجموعات المعارضة السورية التي تُقاتل من أجل تحقيق استقلال بلادها ضد نظام ظالم"، مضيفا أن "منطقة بايربوجاق، ذات الغالبية التركمانية، لا يوجد فيها أي من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، ولا داعي أن نخدع بعضنا بعضاً، إن بايربوجاق يسكنها التركمان فقط، الذين هم أشقاؤنا وأقرباؤنا، إنهم يتعرضون لقصف من قبل الروس، الذين يدّعون أنهم يقصفون داعش".
وأكد الرئيس التركي أن "تركمان بايربوجاق يقومون فقط بالدفاع عن أراضيهم"، لافتًا أن "تركمان بايربوجاق وحلب وحمص ودمشق والجولان، يحملون أهمية خاصة بالنسبة لتركيا، بسبب صلة القرابة الوثيقة"، معتبراً أن "هدف نظام الأسد والدول الداعمة له من مهاجمة تركمان بايربوجاق، هو الإبقاء على نظام الأسد".
وقال أردوغان إن بلاده ترغب فقط في أن يحظى الشعب السوري بمستقبل آمن ومستقر، مشيرًا أن أمن تركيا، وتخلص الاتحاد الأوروبي من مشكلتي اللاجئين والإرهاب، مرتبط بتحقيق الاستقرار في سوريا.
وقال أردوغان إن الشاحنات التي تم توقيفها بين ولايتي أضنة وغازي عنتاب جنوبي تركيا، في يناير/ كانون ثاني 2014 (بتعليمات من جهات مرتبطة بالكيان الموازي)، كانت تحمل مساعدات لتركمان بايربوجاق، مشيرا أن بلاده تستنفر حاليًا إمكانياتها داخل حدودها وعلى الجانب الآخر من الحدود، لدعم "الأشقاء"، الذين يقاومون في بايربوجاق، في ظل ظروف صعبة جدًا.
وتصف الحكومة التركية جماعة "فتح الله غولن" - المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- بـ "الكيان الموازي"، وتتهمه بالتغلغل في سلكَي الشرطة والقضاء، والوقوف وراء حملة الاعتقالات التي شهدتها تركيا في 17 و25 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بذريعة مكافحة الفساد، حيث طالت أبناء وزراء ورجال أعمال ومسؤولين أتراك، أخلي سبيلهم لاحقًا بعد إصدار المحكمة المعنية قرارًا بإسقاط تهم الفساد عنهم.