أوروبا تمتنع عن تسليم عناصر تنظيم العمال الكردستاني المطلوبين الى تركيا

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 01.09.2015 00:00
آخر تحديث في 02.09.2015 12:23

تواصل بعض الدول الأوروبية إمتناعها عن تسليم عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي (بي كا كا), المطلوبين من قبل السلطات التركية. موفرة بذلك الحماية لإرهابيي التنظيم الفارين إليها.

حيث ترفض الدول الأوروبية تسليم 657 عنصراً من أعضاء بي كا كا، الصادر بحقهم مذكرات لإعادتهم عن طريق "الانتربول".

وبررت الدول الأوروبية عدم تسليمها 227 إرهابيا، باعتبارهم لاجئين لديها، كما تذرعت ألمانيا بعقوبة المؤبد الصادرة بحق 27 مدانا بالإرهاب في تركيا، فضلا عن تذرعها في أوقات سابقة بأحكام الإعدام( قبل إلغائها في تركيا).

وإضافة إلى امتناع الدول الغربية عن تسليم الإرهابيين، فإنها تلفت الأنظار بالحفاوة التي تبديها لدى استقبال مسؤولي حزب "الشعوب الديمقراطي"(غالبية أعضائه من الأكراد) الذين يتجنبون وضع مسافة بينهم وبين الإرهاب، ويجري استقبالهم من قبل مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى.

حيث أجرى الرئيس المشارك للحزب، صلاح الدين دميرطاش، زيارات عدة إلى دول أوروبية خلال الشهر الماضي، حيث توجه إلى بروكسل في الخامس من آب/أغسطس، والتقى "زبير أيدار" عضو المجلس التنفيذي لـ"كا جا كا" ( الامتداد المدني لـ "بي كا كا")، و"رمزي قارطال" أحد قيادات "بي كا كا" في أوروبا.

وفي 20 آب/ أغسطس توجه دميرطاش إلى السويد تلبية لدعوة من مركز "أولوف بالمه" للدراسات، والتقى وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم.
وعقب أسبوع زار دميرطاش النمسا في 27 آب/ أغسطس، والتقى رئيسها هاينز فيشر، وشارك في تجمع جماهيري لحزبه بفيينا في 28 الشهر، ومن ثم توجه إلى هولندا حيث شارك في فعالية نظمها حزبه في لاهاي.

ويقول مراقبون إن "بي كا كا" التي استفادت من الوضع الجديد في سوريا، حظيت بدعم جاد من دول غربية ترى المنظمة على أنها " الجهة العلمانية الوحيدة التي تقاتل داعش"، مشيرين إلى أن الدول التي تستهدف تركيا تعمد إلى استغلال "بي كا كا."

وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال الرئيس الأسبق لشعبة مكافحة الإرهاب بالمديرية العامة للأمن في تركيا، "بولنت أوارك أوغلو"،، إن علاقة المنظمة الإرهابية الإنفصالية بأوروبا واضحة، مشيرا أن الغرب يلجأ إلى استغلال المنظمات مثل "بي كا كا"، من أجل افتعال صراع كردي – تركي، وعلوي - سني، وينفذ عمليات تحريضية في هذا الإطار.

ولفت أوراك أوغلو الى أن مسيرة السلام الداخلي (التي أطلقتها أنقرة لانهاء الإرهاب وإيجاد حل جذري للمسألة الكردية)، أصيبت بانتكاسة بسبب عمليات التحريض من قبل أوروبا، ما أدى إلى عودة العنف الذي تمارسه المنظمة الإرهابية.

بدوره لفت محمد يغين الباحث في مركز "أوساك" للدراسات الاستراتيجية أن الغرب يرى حزب الاتحاد الديمقراطي (الذي يوصف بأنه امتداد "بي كا كا" في سوريا)، على أنه عنصر يحارب داعش بالنيابة عن الدول الغربية، مشيرا إلى أن وسائل إعلام تقوم بالترويج لهذه الفكرة بشكل قوي في الغرب.
واعتبر يغين أن تركيا لم تتمكن من شرح موقفها بشكل جيد، في مواجهة الحملة الشعواء الرامية لتشوية سمعتها، منوها أن تركيز رئيس الوزراء على أن تركيا تحارب كافة المنظمات الإرهابية في تصريحاته لوسائل إعلام أجنبية يعد أمرا جيدا.

وشدد الباحث على ضرورة أن تعزز تركيا نشاطاتها في إطار الدبلوماسية العامة من أجل شرح موقفها، وبالتالي كسب تضامن الآخرين.