مقامرة ترامب الخطيرة في تصعيده العقوبات ضد إيران
- ديلي صباح,
- Jun 14, 2019
رغم الضغوط المالية الناجمة عن تجدد العقوبات، فإن البرنامج النووي الإيراني والسياسات الإقليمية يجريان عن التوقعات الأمريكية، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى عدم وجود وسيط محترم مثل تركيا.
من المعروف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقف ضد كل ما هو صحيح سياسيا. وفي الآونة الأخيرة، قال إنه يريد أن تفشل طهران ولكن ليس إيران كدولة
لقد حاول لفترة من الوقت ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على إيران، لإجبار البلاد على التصرف وفقاً للمصالح الأمريكية. ففرض عقوبات جديدة وهدد بهجمات عسكرية وأطلق الاتهامات هنا وهناك.
حسناً، هل يستطيع فعل ذلك حقاً؟ أم أن إيران التي قاومت الولايات المتحدة وضغطها لعقود، سوف تستسلم؟
في 8 مايو 2018، انسحب الرئيس ترامب من اتفاقية فيينا الموقعة مع إيران والتي تفاوض عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ووصف الخطة بأنها "أحادية الجانب" و"مروعة". ثم أطلق حملته للضغط على طهران. تم تفعيل جميع العقوبات السابقة مرة أخرى للضغط على طهران إلى أقصى حد ممكن، لوقف مشروعها الصاروخي والعودة إلى طاولة المفاوضات.
الآن، نرى نغمة أكثر قسوة كل يوم تقريباً. في الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، أعلنت إدارة ترامب عن خطط لنشر سفن حربية وقاذفات قنابل في الشرق الأوسط.
بعد الإعلان عن فرض عقوبات على صادرات النفط وقطاع الطاقة والشركات المشغلة للموانئ والمؤسسات المالية وقطاع الشحن التي تتعامل مع مصرف إيران المركزي، فرض ترامب عقوبات جديدة على قطاع المعادن في البلاد. ثم قام بإدراج أكثر من 900 من الأفراد والكيانات وشركات الطيران على لائحة العقوبات، بما في ذلك 50 بنكاً إيرانياً، و200 شخص، وسفن الشحن وقطاع الطاقة، وكذلك شركة الطيران الوطنية الإيرانية.
تسببت هذه العقوبات القوية جداً في إلغاء أكثر من 100 شركة أجنبية أعمالها في إيران. وأعلنت أهم الدول التي تشتري النفط الإيراني، مثل الهند واليابان، إنها سوف تتوقف عن استيراد هذا النفط.
بالطبع، هذه الأحداث لها تأثير سلبي على اقتصاد البلاد، وعلى إثارة الاحتجاجات الجماهيرية. كذلك فقدت العملة المحلية 60 في المائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي وارتفع التضخم بشدة. وانخفضت صادرات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل إلى مليون برميل، هذا العام، ومن المتوقع أن تنخفض أكثر.
وبالرغم من كل ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه رغم وعد إيران بمواصلة الاتفاق النووي، فإنها ستخفض الامتثال لبعض التزاماتها، وستستأنف تخصيب اليورانيوم عالي المستوى في 60 يوماً، إذا فشلت الأطراف المتبقية في المعاهدة، من حماية صناعات النفط والبنوك الإيرانية من العقوبات الأمريكية. مع استمرار المسؤولون الإيرانيون إهمال دعوات ترامب لإجراء المحادثات.
الاقتصاد الإيراني في وضع صعب للغاية، الأمر الذي قد يقود إدارة ترامب إلى الاعتقاد بأنها تسير على الطريق الصحيح. ولكن لا توجد أي علامات تدل على تراجع إيران عن برنامجها النووي. إلى جانب ذلك، قالت المجموعة الدولية في تقرير إنه لا يوجد رابط بين الرفاهية الاقتصادية الإيرانية وسياساتها الإقليمية.
قد تكون هناك احتجاجات، لكن يبدو أن حكومة روحاني لا تشعر بالتهديد المفرط.
على العكس من ذلك، ألهم الضغط المتزايد للولايات المتحدة، موجة جديدة من المقاومة بين القوميين الإيرانيين الشباب، مما قد يؤدي إلى تهديد أكبر على المدى الطويل.
المشكلة الرئيسية هي عدم وجود حوار وأساليب شاملة للحل؛ فكلما أصبحت سياسات الولايات المتحدة الحالية أكثر عدوانية، زاد التطرف في الشرق الأوسط.
في هذا الصدد، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان هو أهم ممثل في المنطقة. فلدى تركيا سياسة خارجية متعددة الأقطاب ويمكنها التحدث إلى جميع الأطراف. علاوة على ذلك، كون الرئيس أردوغان قائداً مسلماً مهماً، هذا الأمر يمنحه تأثيراً هائلاً على الرأي العام في الشرق الأوسط. وعلى الولايات المتحدة وإيران إدراك ذلك. فلا ترامب بوسعه الاستمرار في سياساته العدوانية لجعل إيران تجلس على طاولة المفاوضات، ولا إيران تستطيع تحمل العزلة أكثر من ذلك. فكلا الطرفين يحتاجان إلى أنقرة وسياساتها المشجعة للغة الحوار.
بقلم ناغيهان ألجي.