التلوث البيئي يؤثر سلباً على الصيد في خليج أنطاليا التركي
- ديلي صباح ووكالات, اسطنبول
- Dec 28, 2023
قبل عقد من الزمن، كان الصيادون في منطقة خليج أنطاليا التركي، يصطادون كميات كبيرة من السمك تصل إلى حوالي 30 كيلوغراماً يومياً. وفي الآونة الأخيرة، تضاءلت محاصيلهم إلى مجرد 3 إلى 5 كيلوغرامات، حيث يؤدي التلوث المتصاعد إلى القضاء على أعداد الأسماك المحلية، ما يجعل من الصعب على الصيادين تلبية احتياجاتهم بعد أن أصبح البعض يعود خالي الوفاض بسبب الانخفاض الملحوظ في كمية الأسماك التي يصطادونها.
وأعرب البروفيسور محمد غوك أوغلو من كلية مصايد الأسماك بجامعة أكدنيز، عن حزنه إزاء التلوث غير المنضبط الذي لوحظ عند حواف المياه التي تتدفق إلى الخليج وعلى طول الخط الساحلي. وقد كرر جمال طلس، رئيس جمعية صيد الأسماك التعاونية في ميناء أنطاليا الجديد، ملاحظات غوك أوغلو، حيث أشار إلى أن بعض الفنادق قد تساهم في التلوث عن طريق التخلص من النفايات في البحر.
وتتمثل إحدى المخاوف الرئيسية للصيادين في انتشار الأسماك الغازية مثل الأسماك المنتفخة، التي نشأت من البحر الأحمر وأثبتت أنها ضارة لكل من شباك الصيد والمجموع الإجمالي لأنواع الأسماك ذات القيمة الاقتصادية. وتتغذى هذه الأنواع الغازية على الأسماك وبيضها، ما يؤثر سلباً على التوازن البيئي.
ويعود الصيادون خالي الوفاض، معربين عن أسفهم لانخفاض أعداد الأسماك في خليج أنطاليا. ويعزون هذا الانخفاض إلى التلوث الناجم عن النفايات الكيميائية والصلبة، ما يجعل صيد الأسماك مهمة شاقة على نحو متزايد.
ووفقا لطلس، فإن الانخفاض الملحوظ في أعداد الأسماك يرجع إلى أسماك الأسد والأسماك المنتفخة التي عطلت النظام البيئي البحري على مدى السنوات الأربع إلى الخمس الماضية. وشدد على دور النفايات خاصة من الفنادق في تلويث الخليج، لافتاً إلى أن الأسماك تفضل المياه النظيفة.
ولم يفلت الوضع المزري من انتباه أصحاب القوارب الذين يعتمدون على صيد الأسماك لكسب عيشهم. كما أبلغوا أيضاً عن انخفاض كبير في صيدهم مقارنة بالسنوات السابقة. وسلط لطفي إيفجين، وهو صياد شهد انخفاضاً مستمراً في أعداد الأسماك خلال العقد الماضي، الضوء على التأثير الضار لهطول الأمطار وتغير المناخ وزيادة النفايات، وخصوصاً التلوث الكيميائي، على الصحة البيئية للبحر، مشدداً على أنه بالرغم من أن البحر قد يبدو نظيفاً، إلا أنه أصبح غير مناسب للحفاظ على أعداد الأسماك.
وردد صيادون آخرون مشاعر مماثلة، إذ سلط مسعود أوزدمير الضوء على العوامل الصعبة التي تؤثر على سبل عيشهم، بما في ذلك الظروف الجوية السيئة والمعدات باهظة الثمن والنضال المستمر لكسب لقمة العيش من صيد الأسماك. وأعرب أوزدمير عن قلقه إزاء التلوث الواسع النطاق في البحر، وعزا ذلك إلى الظروف المعاكسة التي يواجهها الصيادون.
كما شارك يالجين كوباتلار، وهو صياد محلي، في توضيح التناقض الصارخ في معدل الصيد، وتذكر الأوقات التي اعتادوا فيها صيد ما لا يقل عن 20 كيلوغراماً من الأسماك يومياً. لكنه أعرب عن أسفه لأن رحلات الصيد الأخيرة كانت غير مجدية، حيث عادت خالية الوفاض، مع انخفاض كبير في كميات الصيد. وأشار كوباتلار إلى حالة تمكن فيها من صيد 15 كيلوغراماً من الأسماك في يومٍ واحد، أما مؤخراً فقد تمكن من صيد 1.5 كيلوغرام فقط من الأسماك على مدى 3 أيام متتالية.
وسلط غوك أوغلو، الذي شارك في أخذ عينات منتظمة من البحر والأنهار بالتعاون مع جامعة أكدنيز وبلدية أنطاليا، الضوء على بروتوكولات الفحص الخاصة بهم. وأشار إلى مستويات التلوث المثيرة للقلق بالقرب من مصادر المياه التي تتدفق إلى الخليج وعلى طول الشواطئ. وشدد غوك أوغلو على انتشار النفايات الصلبة، مؤكداً على تأثيرها الضار على الأنهار وخليج أنطاليا. ودعا إلى فرض عقوبات صارمة على الأفراد أو الكيانات المسؤولة عن تلويث المياه.
وعلاوةً على ذلك، أوضح غوك أوغلو على أهمية البحر لاقتصاد أنطاليا، وأكد على المنظر المؤلم للنفايات الصلبة، وحاويات المبيدات الحشرية التي يتم التخلص منها بلا مبالاة بالقرب من الفنادق، وانتشار النفايات البلاستيكية. كما علق على الدورة المثيرة للقلق، حيث تجد النفايات البلاستيكية الملقاة في البحر طريقها مرة أخرى عبر الأسماك إلى الجسم البشري، ما يؤثر في نهاية المطاف على الصحة المجتمعية.