أشادت تركيا بالاتفاق الذي توصلت إليه مع نظرائها للسماح بمواصلة العمل بلائحة جديدة تتطلب من ناقلات النفط الخام تقديم وثائق تأمين قبل عبور المضائق التركية.
وتتطلب الإجراءات التركية التي دخلت حيز التنفيذ منذ بداية هذا الشهر من السفن تقديم وثائق تظهر على أن لديها تأميناً سارياً لجميع الظروف، يغطي مدة عبورها عبر مضائقها أو عند الرسو في الموانئ التركية.
وظل طابور من حوالي 20 سفينة نفطية ينتظر في البحر الأسود طوال الأسبوع الماضي، حيث كان المسؤولون فيه يعملون على تقديم الوثائق اللازمة.
وجاءت اللائحة قبل أن يتفق الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في وقت سابق من هذا الشهر، على منع الشركات الغربية من خدمة السفن التي تبيع النفط الروسي بأكثر من 60 دولاراً للبرميل.
وكان القرار جزءاً من حملة تقودها الولايات المتحدة لمعاقبة روسيا على اجتياحها لأوكرانيا، من خلال تجريد مصدر دخلها الرئيسي مع تجنب حدوث اضطرابات كبيرة في سوق الخام العالمية.
لكن تركيا أعربت عن قلقها من احتمال مرور سفن غير مؤمنة عبر مضيق البوسفور، فيما قالت السلطات البحرية التركية يوم الثلاثاء إن 22 ناقلة نفط خام من أصل 26 وصلت إلى مضيق البوسفور بعد تقديمها الوثائق اللازمة، منها 19 سفينة عبرت المضيق بالفعل.
وأضافت أن 4 سفن ما زالت تنتظر في البحر الأسود ريثما يتم إبرازها خطاب تأكيد تأميني للسلطات التركية، قبل السماح لها بالمرور عبر مضيق البوسفور الذي يخترق إسطنبول.
وقالت الهيئة البحرية: "إنه لمن دواعي السرور أن المحادثات التي أجريناها مع نظرائنا قد اختتمت بقبول لوائحنا الجديدة التي ستحمي المضائق التركية وأن التجارة البحرية مستمرة كالمعتاد".
وأشارت شركات التأمين الغربية إلى أن اللوائح تعني أنه سيتعين عليها توفير غطاء لناقلات النفط حتى في حالة انتهاكها للعقوبات المفروضة على روسيا، وهو أمر لم يكونوا مستعدين للقيام به.
هذا وفي محاولة للاتفاق على حل وسط يناسب جميع الأطراف، التقى دبلوماسيون أوروبيون بشركات التأمين والمسؤولين الأتراك وتوصلوا لصيغة أوردت رويترز الخطاب المعدل منها والذي يشير إلى أن الصياغة الأولية قد تغيرت، ما يعني أن شركات التأمين قد لا تتحمل المسؤولية في جميع الظروف.
وقالت مصادر في الصناعة إن النموذج الجديد استخدمته بالفعل بعض شركات التأمين الغربية لتمكين بعض الناقلات التي كانت عالقة من المرور.
من جانبها قالت وكالة تريبيكا الملاحية إن متوسط وقت انتظار الناقلات المتجهة جنوباً في مضيق البوسفور انخفض إلى 2.9 يوم من 3.4 أيام بعد أن كان يتراوح 3.8 - 4.3 أيام. وبلغ متوسط وقت الانتظار ذروته بأكثر من 6 أيام الأسبوع الماضي.
يذكر أن ملايين براميل النفط تنتقل يومياً باتجاه الجنوب قادمةً من الموانئ الروسية عبر مضيق البوسفور التركي ومضيق الدردنيل إلى البحر المتوسط.
ونظراً لأهميتهما التجارية الحيوية حيث أنهما يربطان البحر الأسود ببقية العالم، فقد أصبح المضيقان نقطة نقاش رئيسية مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط.
ويعتبر هذان الممران من أكثر الممرات المائية صعوبة في العالم، حيث يتعين على السفن أن تتعامل فيهما مع التيارات القوية والانعطافات الحادة والظروف الجوية المتغيرة.
وتضمن اتفاقية مونترو لعام 1936 حرية الملاحة للسفن التجارية التي تمر عبر المضيقين اللذين يقعان في تركيا. لكنه يمنح أنقرة أيضاً الحق في تنظيم الأمن وهو الشرط الذي تطبقه البلاد للتأكد من أن سفن النفط مؤمنة ضد التسرب والحوادث الأخرى.
وكان للاختناق في المضائق تأثير ضئيل على سوق النفط العالمية لأن معظم الدول الغربية توقفت عن شراء الخام الروسي، في الوقت الذي أظهر فيه تحليل أجرته وكالة بلومبرغ أن بلغاريا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي استوردت النفط الروسي هذا الشهر، وأن معظم الناقلات الروسية تتجه الآن إلى الأسواق الآسيوية عبر قناة السويس.