تصدرت تطبيقات محادثات الفيديو المصورة (الفيديو كونفرس) أهمية كبيرة في الحياة اليومية، في ظل تفشي فيروس كورونا منذ بداية العام.
ونظمت العديد من المؤسسات والشركات التي تحوّل نظام العمل فيها إلى العمل من المنزل اجتماعات وفعاليات عدة عبر الإنترنت مع موظفيها.
كما احتلت تطبيقات لهذا الغرض، قائمة البرمجيات الأكثر شيوعاً خلال هذه الفترة، إلا أن ظهور مسألة الثغرات الأمنية والحفاظ على سرية البيانات، زاد من أهمية توفر الاتصال الآمن باستخدام برمجيات محلية، وهو ما قامت به شركة برمجيات أوريما "Orema" التركية.
وفي هذا الإطار، قامت أوريما ومقرّها في مدينة أنطاليا جنوب غربي تركيا، بعرض تطبيق لمحادثات الفيديو، طوره مهندسون أتراك بإمكانيات محلية.
ولضمان استغلال الوقت وحاجة الناس إلى تطبيقات اتصال آمنة، سرعت الشركة من وتيرة أعمالها خلال فترة مكافحة الوباء، من أجل تطوير تطبيق للفيديو كونفرانس، وقامت بإنتاج تطبيق أطلقت عليه اسم "الأخطبوط" Ahtapot.
ويهدف تطبيق الأخطبوط الذي تم تطويره كحلّ محلي آمن وبديلا للتطبيقات المماثلة على مستوى العالم إلى توفير أقصى مستوى من خدمة الاتصال الآمن والمشفّر.
ويعمل الأخطبوط على توفير خدمات مشاركة الشاشة، وتطبيقات التقويم، والتواصل، والرسائل، ومشاركة الملفات، وإمكانية تسجيل المحادثات، ودعم صور الـ 4K عال الجودة.
وتقدم الشركة الخدمة للمستخدمين، دون وجود قيد على المدة وعدد المشاركين.
وقد تم إعداد التطبيق ليتوافق مع أنظمة تشغيل الأندرويد وإيوس في الهواتف المحمولة.
30 ألف مستخدم:
وفي تصريحات للأناضول، أعرب سرتاتش أناضوللو مدير التكنولوجيا بشركة أوريما، عن سعادته بدخول تطبيق الأخطبوط إلى الخدمة بعد فترة من العمل والتطوير مع فريق مكوّن من خمسة أشخاص.
وأوضح أناضوللو أن "الحاجة إلى الاتصال أثناء فترة انتشار كورونا، سرّعت من وتيرة عملهم".
ولفت إلى أن "التطبيق تم تجريبه لمدة شهرين ودخل الخدمة في فترة الحظر التي تم فرضها خلال مرحلة انتشار الوباء".
وتابع أناضوللو "دخلت النسخة الكاملة من تطبيق الأخطبوط إلى الخدمة منذ شهر تقريبًا، وهي متاحة للجميع".
وقال: "جذب البرنامج الانتباه منذ مرحلة التجريب. ووصلنا حتى الآن إلى 30 ألف مستخدم على الرغم من أننا لم نقدم أي إعلانات أو عروض ترويجية".
وحول أهمية الأمن الإلكتروني للتطبيق قال أناضوللو: "نحن نقدم لمواطنينا تطبيقًا تم إنتاجه برأسمال تركي ووطني بنسبة 100%".
وأضاف: "سعينا أثناء تنفيذ هذا المشروع إلى ضمان بقاء جميع المحادثات التي تتم في بلدنا داخل حدودنا مع عدم السماح بوجود ثغرات أمنية".
واستدرك: "نريد أن لا يتم الاستيلاء على المعلومات الشخصية للمواطنين بواسطة الأشخاص ذوي النوايا الخبيثة".
وعن آلية عمل التطبيق قال أناضوللو: "النظام الذي يدير الخادم المركزي يمكنه دائمًا فك رموز السجلات التي يقوم بتخزينها وعرضها. لكن نحن في تطبيق الأخطبوط لدينا خوادم لإدارة حركة المرور في التطبيق فقط".
وأوضح: "عندما يحاول شخصان أو جهازان الوصول إلى بعضهما البعض، تعمل خوادمنا على توصيلهما ثم يتم إيقاف تشغيل الخادم.".
وتابع: "نحن خاضعون للقوانين التركية. والمصالح الوطنية لبلادنا هي في الصدارة بالنسبة لنا".
محاولة تسجيل رقم قياسي بــ 100 ألف شخص"
وأوضح أناضوللو أنه مع تطبيق "الأخطبوط" ستتاح الفرصة لمئات الأشخاص للمشاركة في نفس المحادثة على الإنترنت وأن المحادثات ليست محدودة بمدة زمنية معينة.
وأشار إلى أن التطبيق سيفتح مجانًا للمستخدمين الفرديين، في حين سيتم عرضه بأجر على المؤسسات والشركات الخاصة.
وأضاف "نريد أن نختبر برنامجنا بمحاولة تسجيل رقم قياسي في الأسابيع المقبلة، وسنعلن عن تاريخ تجربتنا عبر حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي".
وختم: "هدفنا في هذا الصدد هو تنظيم اجتماع كبير عبر الإنترنت بمشاركة ما يزيد عن 100 ألف شخص في نفس اللحظة".