سعياً لكسب ثقة المسافرين.. سلامة الهواء داخل الطائرات على المحك
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Jun 02, 2020
أطلق مصنعو الطائرات ومدراء شركات الطيران مبادرة عاجلة لإقناع المسافرين المتشددين، بأن الهواء الذي يتنفسونه داخل الطائرات آمن وصحي، مؤكدين على أن مراعاة شروط السلامة الصحية أمر بالغ الأهمية لإعادة بناء صناعة السفر التي شلّ الفيروس المستجد حركتها.
وقامت شركة الطيران "بوينغ" بتعيين "مايك ديلاني" رئيس قسم الهندسة والتطوير السابق، رئيساً للجنة إعادة بناء الثقة. كما أكد قادة شركة "إيرباص" أن صناعة السياحة والسفر تنتقل حالياً من مرحلة الأزمة الأولية إلى مرحلة إعادة بناء ثقة الجمهور. وقد أدى ذلك إلى تضافر الجهود لشرح كيفية عمل مرشحات الهواء داخل مقصورة الطائرة في محاولة لدحض الادعاءات القائلة بأن جسم الطائرة يحتوي فقط على هواء ثابت أو معاد تدويره.
كما قام الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية التركية "بلال إكشي" بكتابة تغريدة على تويتر في بداية الأسبوع لتهدئة المخاوف والإعلان عن إجراءات أمان جديدة. مشيراً إلى أنه لن يُسمح باصطحاب أية أمتعة داخل المقصورة كما لن يسمح للركاب الذين لا يرتدون أقنعة من الدخول إليها مع تحديد أعداد المسافرين لتجنب الازدحام داخل الطائرة. وأكد "إكشي" أن نظام ترشيح وتنقية الهواء المستخدم داخل الكبائن هو من فئة نظام المستشفيات، ويوفر التبادل الهوائي الصحي الفعال.
ولا يزال مسؤولو الصحة يدرسون مصادر مختلفة يتوقع أنها تساهم في انتقال كوفيد-19، لكنهم يركزون بشدة على خطر الإصابة عن طريق رذاذ السعال أو العطاس وكذلك عبر لمس الأسطح المصابة.
وكان من المعتاد قبل انتشار الوباء أن تصنف شركات الطيران ركابها وفق درجات المقاعد، لكن التصنيف الآن قد يتغير لتصبح نوعية الهواء أكثر أهمية.
وقال "جان برايس دومون" رئيس قسم الهندسة في شركة "إيرباص": "يتعلق الأمر بشرح ما نفعله من أجل سلامة الركاب بالمعنى الواسع: ليس فقط سلامة الطائرات ولكن السلامة الصحية أيضاً".
ويتم تبادل الهواء في أبنية المكاتب الاعتيادية حوالي أربع مرات كل ساعة. أما على متن طائرة نفاثة فإن هذا المعدل يتضاعف بين 20 إلى 30 مرة.
وقال "ديلاني": "إن نظام الهواء على متن الطائرة جيد ومدروس مثل أي شيء آخر فيها". وأضاف أن تدوير الهواء هو أحد الأساليب العديدة لتقليل احتمالية انتشار الفيروس على متن الطائرة بما في ذلك التنظيف الصارم للطائرة وفحص الركاب بدقة لتحري علامات المرض.
وفي معظم الحالات، تتم إضافة الهواء المضغوط من الجزء النظيف غير الملوث بالوقود من المحرك، إلى حجرات تكييف الهواء ومن هناك إلى المراوح في سقف المقصورة. كما يؤكد صانعو الطائرات أن جهة جريان هواء المقصورة تكون للأسفل وليس طولياً عبر جسم الطائرة، مما يقلل من مخاطر العدوى. ثم يتم إعادة تدوير نصف هذا الهواء من خلال مرشحات "هيبا" التي تستخدم في المستشفيات والمصممة لإزالة حوالي 99.97% من الملوثات بما في ذلك الفيروسات. أما النصف الآخر فيتم تنظيفه بالخارج من خلال الصمامات.
وأوضح البروفيسور "بايرون جونز" من جامعة ولاية كانساس الأمريكية وهو مشارك في أبحاث معايير الهواء بالقول: "يمكن ضمان تبديل الهواء بسرعة كبيرة للغاية داخل الطائرة ولذلك، يمكن القول أن أنظمة فلترة الهواء داخل الطائرات تعمل بسوية جيدة جداً".
لكنه أضاف أن تدفق الهواء ليس الجزء الوحيد من المعادلة المعقدة: "إن التحدي الأكبر الذي يواجهنا على متن الطائرة هو كثافة الركاب العالية للغاية. لدينا الكثير من الأشخاص المحاصرين في مساحة صغيرة، ونحتاج إلى الكثير من الهواء لتهوية تلك المساحة للحفاظ على جودة الهواء".
وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الفيروس ينتشر بين الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق أو على مسافة أقل من 1.83 متر، أي حوالي نصف عرض العديد من الكبائن.
وبالتالي يمكن رغم المرشحات أن تؤدي تيارات الهواء الدقيقة في أسوأ الحالات إلى دفع جزيئات الفيروس القريبة عبر وجه الراكب. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون للدش الهوائي تأثير إيجابي للحد من حركات الهواء الجانبية.
وفي مواجهة هذه الأسئلة، قامت شركتا "بوينغ" و"إيرباص" بنشر مهندسين لفحص تدفقات الهواء من مقعد إلى مقعد، باستخدام نفس الفيزياء المتقدمة المستخدمة في اختبار اختراق الرياح لأجنحة الطائرة.
وقال "ديلاني" إن مثل هذه الإجراءات لمكافحة كل أنواع العدوى يجب أن تكون جزءاً من استراتيجية إبعاد الفيروس المستجد عن الطائرات. وقد تنضم إلى هذه الدراسات قريباً أبحاث حول تكنولوجيا أنظمة التنظيف بالأشعة فوق البنفسجية والمواد المضادة للميكروبات.