صرّح دورسون يلدز رئيس جمعية سياسات المياه، إنه مع تهديد أزمة الجفاف الوشيكة لإمدادات المياه في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في تركيا طوال فصلي الخريف والشتاء، تجري الاستعدادات الآن لاستخراج المياه من أعماق السدود.
وأعرب يلدز عن قلقه قائلاً: "عانى الجزء الأوروبي من إسطنبول منذ العام السابق من الجفاف، وتطور الوضع الآن إلى أزمة، وقد استنفدت السدود التي توفر المياه للجزء الأوروبي بشكل كبير. واستجابةً لذلك، يتم تنفيذ تدابير للوصول إلى ما يسمى "بالحجم الميت" من هذه السدود، لتوسيع استخدام احتياطياتنا المائية المتضائلة".
وفي معرض تسليط الضوء على التحديات المحتملة المقبلة، أكد يلدز أن جودة المياه التي يتم الحصول عليها من المناطق العميقة للسدود، قد تشكل صعوباتٍ فنيةٍ لمرافق التنقية. وأشار أيضاً إلى أن مشكلة المياه في إسطنبول تفاقمت بسبب الفشل في تشغيل سد ميلين، خاصةً بالنظر إلى عدد سكان المدينة البالغ 16 مليون نسمة.
وأوضح أن "سد ميلين غير القابل للتشغيل عطل استراتيجية إمدادات المياه في إسطنبول"، وكشف عن عدم كفاية الموارد المائية للمدينة، وحثَّ على النظر في تشجيع الهجرة العكسية من إسطنبول.
كما شدد يلدز على الحاجة الملحة إلى اعتماد تدابير للاستخدام الأكثر كفاءةً للموارد المائية الحالية في إسطنبول، محذراً من أنه حتى لو هطلت الأمطار الشهر المقبل وارتفعت مستويات السدود، فالمشكلة ستستمر.
"تعتمد إسطنبول على 3 محاور أساسية لجمع وتوزيع المياه. في حين أن خزان أوميرلي في الجزء الأناضولي يحتوي حالياً على ما يكفي من المياه، فإن هطول الأمطار في حوضي تيركوس وبويوك تشكمجة في الجزء الأوروبي أمر بالغ الأهمية. ورغم أن هطول الأمطار في الأشهر المقبلة قد يوفر راحةً مؤقتةً لسكان منطقة تراقيا/إسطنبول إلا أنه لن يكون حلاً دائماً".
ويؤدي غياب هطول الأمطار المتوقع في سبتمبر/أيلول إلى زيادة المخاوف من نقص المياه في إسطنبول، حيث انخفض منسوب المياه في سدود المدينة بعد فترة من الحرارة الشديدة والهطل المحدود، إلى أقل من 25%.
وأصبح سد سازليدير في منطقة بويوك تشكمجه، وهو مصدر مياه بالغ الأهمية للجزء الأوروبي من إسطنبول، على وشك الاستنفاد الكامل، مع انخفاض سعة المياه إلى ما يصل إلى 4%.
