استجابةً للعدد المتزايد من المشردين الذين يبحثون عن مأوىً في محطات المترو وتحت الجسور والحدائق، كشف داود غول والي إسطنبول مؤخراً، عن خطةٍ طموحةٍ لمعالجة أزمة التشرد في المدينة. وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولية من هذه المبادرة الرائدة الاثنين، ما يمثل خطوةً هامةً نحو تدارك هذه القضية الملحة.
ويهدف الجهد التعاوني، بقيادة والي إسطنبول والشرطة والدرك بالإضافة إلى فرق الخدمة الاجتماعية، إلى توفير حلٍ دائم للتشرد في المدينة المترامية الأطراف.
ووفقاً لبيانٍ رسمي صادر عن مكتب الوالي، أُنجز في المرحلة الأولى من عمليات التنسيب التي بدأت في 23 سبتمبر/أيلول، إيواء حوالي 69 مواطناً مشرداً بشكلٍ دائمٍ في دور ضيافةٍ تديرها الدولة، ما يشير إلى انطلاق قطار المبادرة.
ولخّص الوالي النهج المتعدد الأوجه الذي يجري اتباعه، قائلاً: "سيجد مواطنونا الذين ليس لديهم مكان يسمونه منزلاً، راحة في دور الضيافة التي تديرها المؤسسات العامة، حتى في حال تجاوز القدرة الاستيعابية. أما بالنسبة للمواطنين المشردين الذين يعانون من مشاكل صحية، فسيتم توفير الإقامة لهم في الفنادق المتعاقد عليها مع استكمال العلاج المستمر ودعم إعادة التأهيل. وعلاوةً على ذلك، سيتم منح أولئك الذين يعبرون عن رغبتهم في تحسين الذات، إمكانية الوصول إلى دورات تدريب مهني، ما يعزز اكتساب مهاراتٍ قيمة".
ولتشجيع مشاركة المجتمع، اختتم الوالي بيانه بالمناشدة: "ندعو جميع سكان إسطنبول إلى الإبلاغ عن أي حالات تشرد عبر خط الطوارئ 112، لضمان أن يتمكن مواطنونا من الاستمتاع بالدفء والأمان في بيئةٍ مستقرة".
ولا يعتبر التزام إسطنبول بمعالجة مشكلة التشرد دليلاً على تعاطف المدينة فقط، ولكنه أيضاً يشكّل مثالاً قوياً وقدوةً رائدة للمناطق العمرانية في جميع أنحاء العالم التي تتصارع مع تحدياتٍ مماثلة. ومع ظهور المبادرة، فإنها تَعِد بإحداث تغيير إيجابيٍ وإعطاء أملٍ جديدٍ لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، في قلب إسطنبول التي تعتبر أكبر مدينةً تنبض بالحياة في تركيا.