أصدرت وكالة مرافق المياه في إسطنبول إعلانًا مروعاً كشفت فيه أن استهلاك المياه اليومي في المدينة قد وصل إلى مستوى غير مسبوق بأكثر من 3.5 مليون متر مكعب، وهو أعلى رقم في تاريخ المدينة.
يأتي هذا الإنجاز القياسي مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع، إذ شهدت الأسبوع الماضي ارتفاعًا شديدًا بلغ 49.1 درجة مئوية مصحوبة برطوبة لا تطاق. واجتاحت موجة الحر الحارقة جميع أنحاء البلاد، لا سيما في المناطق الغربية والجنوبية، حيث تسببت حرائق غابات.
وتسلط البيانات من إدارة المياه والصرف الصحي في اسطنبول (ISKI) الضوء على انخفاض مقلق في معدلات إشغال السدود، فقد انخفضت إلى 40% فقط. وهو رقم قياسي لاستهلاك المياه، فيما تكافح المدينة للتعامل مع فصل الشتاء الجاف وموسم الربيع القصير.
كشفت تقارير سابقة أن ثلاثة سدود حيوية، تزود إسطنبول بالمياه من منطقة تراقيا الشرقية، قد تأثرت بشكل كبير بالجفاف المستمر. ووفقًا لأحدث البيانات من موقع إدارة المياه والصرف الصحي الإلكتروني، بلغت سعة ملء سد قازاندره Kazandere الحالية 5.14% فقط، وسد بابوتشدره Pabuçdere عند 3.91%، وسد استرانجالار Istrancalar بنسبة 33.28%.
تواجه تركيا، المصنفة بالفعل على أنها دولة "تعاني من الإجهاد المائي" بسبب النمو السكاني السريع والنشاط الصناعي المتزايد، خطر أن تصبح دولة "فقيرة بالمياه" بحلول عام 2030.
استجابة لأزمة المناخ ولتعزيز الحفاظ على المياه، اتخذت السلطات العديد من المبادرات، بما في ذلك التنفيذ الأخير "لخطة إدارة الجفاف" لـ 23 حوضًا في جميع أنحاء البلاد. تهدف هذه التدابير إلى زيادة الوعي العام حول التهديدات التي يشكلها تغير المناخ وضمان ممارسات استهلاك المياه المستدامة والفعالة.
وتتواصل إدارة المياه والصرف الصحي مع مشتركيها، وتحثهم على توخي الحذر في استخدام المياه وتقليل استهلاكهم اليومي إلى أقصى حد ممكن.
وبينما تكافح اسطنبول ضد الحرارة غير المسبوقة والموارد المائية المتضائلة، تقع مسؤولية حماية هذا المورد الذي لا يقدر بثمن والحفاظ عليه على عاتق كل مواطن وكل مستهلك للماء.