إعادة افتتاح برج الفتاة في إسطنبول بعد عامين على بدء ترميمه

صورة جوية من طائرة "درون" لبرج الفتاة (العذراء) بعد إعادة افتتاحه، إسطنبول، تركيا، 11-5-2023 (صورة: DHA)

افتتح، "برج الفتاة" في إسطنبول، الخميس، أبوابه أمام الزوار، بعد عامين على بدء أعمال الترميم المكثفة التي جرت فيه.

وعقد وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرسوي مع المرممين البارزين للمعلم الأثري الشهير مؤتمراً صحفياً، من داخل برج الفتاة.

وقال إرسوي: "إن جميع الإضافات غير الأصلية لبرج الفتاة (العذراء)، قد أزيلت أثناء عملية الترميم الاخيرة، وأنه تمت إعادته إلى شكله الأصلي منذ عهد السلطان محمود الثاني.

وسلط إرسوي الضوء على الشعار الرئيسي لأعمال الترميم، وقال إنه "من الآن فصاعداً، لن تراقب إسطنبول برج "الفتاة" (العذراء) من الشاطئ ولكنك ستراقب إسطنبول من برج العذراء".

وأضاف: "بعد عملية ترميم استمرت عامين، نعيد تقديم برج العذراء لمواطنينا، إنه مبنى قديم للغاية يعود تاريخه إلى 2400 عام، وقد تم تدميره وإعادة بنائه عدة مرات عبر التاريخ، وسبق وأن جرى تنفيذ أعمال الترميم عام 1944 وفي الستينيات من القرن الماضي".

كما جرت آخر أعمال ترميم في الأعوام 1998 و1999 و2000، وقد تم الانتهاء من أعمال الترميم الأخيرة قبل أيام، وفق وزير الثقافة والسياحة التركي.

وأضاف الوزير: "عندما ننظر إلى تاريخ برج العذراء، نرى نسخاً مختلفة منه، قبل البدء في الترميم، قمنا بفحص أعمال الترميم التي تمت في عام 1944، والأجزاء الأصلية من الهيكل التي بقيت من ذلك الوقت كانت البرج والقلعة جميع الأجزاء الأخرى التي تراها خارج المبنى والقلعة هي إضافات تمت لاحقاً".

وأردف: "العديد من هذه الإضافات ليست وفية للتصميم الأصلي، لسوء الحظ، تم استخدام الخرسانة التي تم حظرها الآن في أعمال الترميم في العديد من البلدان ولكنها كانت مادة شائعة في الأربعينيات".

العودة لشكله الأصلي بفترة السلطان محمود الثاني

وأكد إرسوي أن برج الفتاة قد عاد إلى حالته الأصلية التي كان عليها خلال فترة السلطان محمود الثاني، وعرض صورة لفاتورة قديمة بقيمة 10 ليرة تركية، أخرجها من جيبه، موضحاً أنها التقطت عام 1826 في عهد السلطان محمود الثاني، وصورة ثانية بعد انتهاء عملية ترميمه الأخيرة هذا العام 2023، مؤكداً أن المبنى أعيد إلى شكله الأصلي.

وأشار إرسوي إلى أنه في تسعينيات وستينيات القرن الماضي، تم إجراء سلسلة من الإضافات الخاطئة المماثلة، موضحاً: "لا سيما أننا لا نفضل استخدام الخرسانة لأن المواد الكيميائية والأملاح في الخرسانة تلحق الضرر بالجدران والمواد الأصلية، وبمرور الوقت يتسبب هذا في تلف المواد وتآكلها، وبالمثل، فإنه يعطل الحسابات الساكنة التي تم إجراؤها منذ آلاف السنين وفقاً للمادة الأصلية بعد المصطبة، تم تصميم هذا المبنى من الخشب، وفي ترميمات الأربعينيات، تعرض الهيكل الثابت للتلف بسبب استخدام الخرسانة بشكل مفرط".

وأضاف وزير الثقافة والسياحة التركي: "بعد عقود، بدأت الإضافات في إتلاف الجدران، وفتحت الثقوب وظهرت تشققات، وبدأ المبنى ينزلق ببطء".

عمليات الترميم

وقال إرسوي: "بسبب هذه الظروف، هناك خطوتان مهمتان قمنا بهما في مشروع الترميم هذا، إحداهما إزالة الإضافات غير الضرورية لاحقاً، والثانية هي ترميم المبنى بمادة أصلي، وقد تم استخدام كل من عمليات الترميم وإعادة الإعمار والمواد الأصلية للمبنى منذ سنوات".

وتابع: "تم تنفيذ المشاريع التي أعدها مجلس العلوم لدينا بعد الموافقة عليها من قبل مجلس الآثار، ويوجد بالفعل نوعان من العمل هنا، أحدهما يتعلق بهيكل المنصة، والآخر يتعلق بالعمل تحت المنصة أو في مستوى سطح البحر حيث حدثت آلاف الانكسارات والتفتتات على مدى آلاف السنين".

وزاد: "نظراً لعدم استعادته مع المادة الأصلية، تمت إزالة النظام الأساسي، وتم تعزيز نظام "L-pile" أقوى حوله، ولسوء الحظ، جرى سابقاً أيضاً بناء نظام الركيزة السابق بشكل غير صحيح، وتم استخدام الأكوام القصيرة، وتسبب ذلك في الانزلاق بمرور الوقت مع الأمواج لأنها بنيت على جانبين فقط"، مبيناً: "أما الآن، تم تدعيم الجوانب الأربعة بأكوام، وجرى إدخال ركائز يبلغ طولها 25 متراً في قاع البحر الصلب".

وضم فريق ترميم برج "الفتاة" كلاً من المهندس المعماري "فريدون سيلي"، والباحثة التركية الرائدة في مجال الآثار "زينب أهونباي"، والمهندس المعماري "هان توميرتيكين"، الذي نشر العديد من المقالات على الساحة الدولية.

زيارات مجانية حتى نهاية مايو

وأعلن الوزير أنه ابتداء من مساء اليوم الخميس، سيتم افتتاح المبنى للجمهور بعرض ضوئي "ليزري"، وسيشهد العرض" قصة حب بين برج غلاطة وبرج الفتاة (العذراء)".

وتقول الأسطورة أن "البرجين يقفان كرمز لحبهما الأبدي، حيث يحدق برج غلاطة بلطف في برج الفتاة (العذراء)، في انتظار اليوم الذي يمكن لم شملهما فيه مرة أخرى".

وأشار الوزير إلى أن هذا العرض سيتكرر كل ليلة، وسيسمح لأهالي اسطنبول بالاستمتاع بمنظر المدينة من برج الفتاة (العذراء).

ومن المقرر أن يتم فتح برج الفتاة (العذراء) أمام الزوار "مجاناً" حتى نهاية شهر مايو/ أيار الجاري.

ويُعتقد أن برج الفتاة، الواقع على جزيرة صغيرة على بعد 200 متر من شاطئ منطقة أوسكودار في الشق الآسيوي من مدينة إسطنبول، قد بُني عام 1110م في عهد الإمبراطور البيزنطي أليكسيوس كومنينوس، كهيكل خشبي محمي بجدار حجري، وتم تجديد المبنى ليعود إلى حالته الحالية في أواخر عشرينيات القرن الثامن عشر، ثم استخدم برج مراقبة خلال الإمبراطورية العثمانية.

ديلي صباح / بوسي كيسكين

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.