بعد 5 أشهر من تغطية الصمغ البحري أو ما يعرف بمخاط البحر مناطق واسعة من بحر مرمرة، استعادت شواطئ إسطنبول لونها الأزرق الصافي.
وكانت كميات كبيرة من الصمغ شوهدت طافيةً على هيئة كتل لزجة في شهر مارس/آذار قبالة سواحل إسطنبول، قبل أن تُظهر لقطات جوية حديثة وأخرى مأخوذة من تحت الماء نقاء شواطئ إسطنبول وعودتها زرقاء صافية كما كانت من قبل، مما يؤكد إعلان السلطات أن المخاط قد تلاشى بالفعل بفضل الجهود الجبارة التي قامت بها وزارة البيئة والتمدن التركية بمساعدة بعض الجامعات للقضاء عليه.
ومع عودة سواحل إسطنبول إلى سابق عهدها عادت الكثافة السكانية على الشواطئ وراح الناس يتدفقون إليها وخاصة خلال ارتفاع درجات الحرارة، واستمتع معظمهم بالسباحة والاستجمام مع ملاحظة اختفاء أي أثر للصمغ الذي شكل وجوده مخاوف بيئية لدى الكثيرين.
ويعرف الصمغ البحري بأنه نمو مفرط للطحالب المجهرية المسماة العوالق النباتية، بسبب ارتفاع درجات حرارة مياه البحر الناتج عن الاحتباس الحراري إضافة إلى المياه الراكدة والتلوث.
وفي هذا العام، بدأ الصمغ بالظهور على سواحل بحر مرمرة في يناير/كانون الثاني وزادت كثافته وتوسع نطاقه في أبريل/نيسان، مما تسبب في مشكلة خطيرة لأنه على عكس الحالات السابقة التي كان يختفي فيها عادة خلال مدة تتراوح بين 30 إلى 45 يوماً، ازدادت شدته واستمر خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران حتى أعلنت السلطات التركية عن خطة عمل بحر مرمرة المكونة من 22 نقطة لمعالجة الزيادة الأخيرة.
وبتكثيف الجهود المشتركة بين وزارة البيئة والتحضر ووزارة النقل والبنية التحتية بالإضافة إلى وزارة الزراعة والغابات، تم تنفيذ الخطة التي قضت على المشكلة وتكللت بنجاح. كما شاركت في الخطة وزارتا الصحة والداخلية من بين هيئات أخرى مثل بعض المنظمات غير الحكومية وبلديات المناطق الساحلية.
هذا وفد أُتبعت الخطة بحملة واسعة النطاق لتنظيف البر والبحر إذ وُضعت علامات على الأجزاء المغطاة بمخاط البحر في المناطق القريبة من الشواطئ، وتم تجفيف الصمغ فيها بواسطة معدات التنظيف الخاصة. بينما جمعت القوارب الصمغ وجلبته إلى اليابسة للتخلص منه في مواقع جمع النفايات.