وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، حجر الأساس لأول جسور مشروع قناة إسطنبول ليبدأ بالفعل تنفيذ المشروع الذي أعلن عنه أردوغان في 7 أبريل/ نيسان عام 2011 خلال فترة رئاسته للوزراء واصفاً إياه بمشروع العصر والذي أوضح أنه كان "حلماً" له منذ أن كان رئيساً لبلدية إسطنبول.
وقد أدت زيادة أعداد وحمولات وأحجام السفن العابرة من مضيق البوسفور، وزيادة أعداد السفن الحاملة للوقود السائل والمواد الخطرة، وزيادة احتمالات وقوع حوادث اصطدام للسفن إلى ضرورة التخطيط للمر مائي بديل لمضيق البوسفور.
وستصل القناة بين بحر مرمرة والبحر الأسود بالشق الأوروبي بإسطنبول ويبلغ طولها 45 كلم، وعمقها 20,75 مترا، وعرض قاعدتها 275 مترا على الأقل.
ويهدف مشروع قناة إسطنبول إلى حماية النسيج التاريخي والثقافي لمضيق البوسفور وزيادة أمن الملاحة وحركة السفن فيه وتقليل الضغط عليه، وتشكيل ممر مائي دولي جديد. ومن المخطط إنشاء مدينة حديثة مقاومة للزلازل على ضفتي القناة وفق أسلوب المعمار الأفقي.
- مراحل التجهيز للمشروع
عقب إعلان الرئيس التركي عن المشروع أجريت دراسات وأبحاث مع عدة جامعات لتحديد مسار القناة.
ودرست 5 مسارات مختلفة للمر المائي مع مراعاة طبيعة الأرض وإمكانية تنفيذ المشروع والتكلفة المالية، وتأثير القناة على الموارد المائية بالمنطقة. ووقع الاختيار على مسار كوتشوك تشكمجه- صازلي دره- تركوس.
ويقع 6 آلاف و149 متراً من الممر المائي داخل حدود قضاء كوتشوك تشكمجه، و3 آلاف و189 متراً داخل حدود قضاء أفجيلار، وحوالي 6 آلاف و61 متراً داخل حدود قضاء بشاق شهير، وحوالي 27 ألف و383 متراً داخل حدود قضاء أرناؤوط كوي.
وأجريت الدراسات الأولية لمسار القناة خلال 2013-2014 في ضوء البيانات الجيولوجية والجيوتقنية التي تم الحصول عليها من أعمال الحفر على طول مسار القناة.
وأجريت لقاءات مع المؤسسات المعنية للتنسيق بخصوص المشروعات التي كان من المخطط إنشاؤها في المنطقة التي سيقام بها المشروع.
وخلال الفترة من 2014 إلى 2017 أجريت الدراسات الجيوفيزيائية والدراسات الأولية للمشروع.
وخلال الفترة من 2017 إلى 2019 تم إجراء الدراسات المفصلة حول أرض المشروع والدراسات المعملية وتقرير تقييم الأثر البيئي. وفي ضوء المعلومات التي تم الحصول عليها من الدراسات السابقة تم تصميم المشروع وإعداد تقارير تضمنت نتائج الدراسات الجيولوجية والجيوتقنية والهيدروجيولوجية للاستفادة منها في تقرير تقييم الأثر البيئي.
وتم الانتهاء من إعداد تقرير تقييم الأثر البيئي مكوناً من 1595 صفحة وبلغ عدد صفحات التقرير مع الملحقات نحو 16 ألف صفحة. وشارك في دراسات المشروع 204 أكاديميين من مختلف الجامعات في تخصصات مختلفة.
وفي 27 مارس/ أذار 2018 نظمت وزارة النقل والبنية التحتية اجتماعاً بقضاء أرناؤوط كوي في إسطنبول شارك به أفراد الشعب. وتم تقديم معلومات كافية عن المشروع والإجابة عن أسئلة المواطنين الذين يعيشون بالمناطق التي ستمر منها القناة، وتم تسجيل ملاحظات ومقترحات المواطنين.
- تكلفة المشروع
من المخطط إقامة مشاريع إضافية ومنشآت متعددة في إطار المشروع منها ميناء لليخوت وميناء للحاويات ومركز لوجستي وأماكن للترفيه.
ولضمان عمل القناة بشكل سليم دون أي معوقات من المخطط إقامة كاسرات أمواج في مدخل البحر الأسود وبحر مرمرة، وأماكن لرسو السفن، وأماكن لرسو قاطرات السفن، ومنارات، ومحطات صيانة، ومقرات للإدارة.
ومن المتوقع أن تصل تكلفة المشروع تقارب 15 مليار دولار وسيتم تشييده بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
وكان الرئيس التركي أردوغان أوضح في اجتماع الإعلان عن المشروع أن تكاليف المشروع ستُغطى تماماً من رؤوس الأموال المحلية.
- 6 جسور فوق قناة إسطنبول
استمرت أعمال التجهيز للمشروع قبل طرح المناقصة حوالي العام والنصف، ومن المتوقع إتمام إنشاء القناة خلال 5 أعوام ونصف، والانتهاء من جميع مراحل المشروع خلال 7 سنوات.
وستجل القناة إسطنبول مدينة يعبر من خلالها بحران وسيتم إنشاء 6 جسور فوق القناة. ومن المخطط تشييد مدينة ضخمة على ضفتي القناة تضم 250 ألف منزل في كل ضفة.
- وضع حجر الأساس للجسر الأول
وضع حجر الأساس للجسر الأول، اليوم السبت، وبذلك بدء فعلياً في تنفيذ المشروع. ويبلغ طول الجسر 860 متراً والمسافة بين البرجين 440 متراً.
ويبلغ عدد الكابلات المعدنية الحاملة للجسر 136 وعرضه 46 متراً. ويحتوي الجسر على أربع مسارات في كلا الاتجاهين ويبلغ ارتفاع برجي الجسر 196 متراً.