جائحة كورونا لم تنجح إخفاء الفرحة بقدوم العيد في إسطنبول

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 12.05.2021 12:31
DHA (DHA)

عام آخر يحل فيه عيد الفطر مختلفا عما اعتاد عليه المسلمون في أنحاء العالم، بعدما فرضت جائحة كورونا البقاء في المنازل، مع استمرار تدابير تشمل حظرا للتجول في معظم دول العالم.

ورغم الإجراءات والحظر ومنع التجمعات البشرية، لكنها لم تمنع الفرح من دخول بيوت إسطنبول، إذ يمكن رؤية الابتسامات مرسومة على شفاه الصائمين في حركة شراء حلويات العيد بأسواق المدينة التركية.

** نشاط في الأسواق

تشهد أسواق الفاتح المركزية حركة في الأوقات التي يسمح فيها بالتسوق، وتكون فيه المتاجر مفتوحة، ويقبل الصائمون على الأسواق من أجل شراء حاجاتهم، ومنها الحلويات وموادها الأولية.

وفرضت السلطات التركية حظر التجول في جميع ولايات البلاد، اعتبارا من 29 أبريل/ نيسان الماضي حتى 17 مايو الجاري، بما يشمل أيام عيد الفطر.

ورصدت عدسة "الأناضول" حركة نشطة في سوق "مالطا" بحي الفاتح، قلب إسطنبول القديمة، إذ فتحت المتاجر، المسموح لها أبوابها أمام المتسوقين من الأتراك وأبناء الجاليات العربية.

** مستلزمات أساسية

عمليات التسوق تتركز بشكل أساسي على المواد الغذائية واللحوم والألبان والأجبان، خصوصاً أن وجبة الإفطار الصباحية ستعود لتعمر الموائد خلال أيام عيد الفطر.

والمواد الأولوية اللازمة للحلويات أيضا هدف للمتسوقين، إذ نشطت في الفترة الأخيرة عملية صناعة الحلويات في المنازل، فضلا عن شراء السكاكر التي اعتادت العائلات على تهاديها في المناسبة.

وتتكثف عمليات التسوّق لتوفير حاجات الأيام الأخيرة لرمضان من المتطلبات الأساسية، ومستلزمات العيد من مختلف أنواع الطحين والمنكهات والتمور والتوابل والمكونات الأساسية لهذه الحلويات.

** البقلاوة على عرش الحلويات التركية

أول ما يلفت الانتباه في هذه السوق تعانق الحلويات التركية والعربية واصطفافها بأشكال هندسية جميلة، فحي الفاتح معروف عنه التمازج بين الأتراك والجاليات الأجنبية، ومنها العربية، التي يقيم معظمها في المنطقة القديمة.

وتتمركز نسبة كبيرة من التجارة العربية في هذه المنطقة، ما ساهم في اندماج الأسواق المتعددة الجنسيات، حتى بات من الطبيعي رؤية الدكاكين والمحلات والمتاجر العربية والتركية متجاورة، وأحيانا مختلطة.

البقلاوة التركية تتسيد المشهد في الأعياد والمناسبات، وهي حاضرة من جهتها في محلات الحلويات، ويتم صناعتها منزليا أيضا بمختلف الأنواع والأصناف، وتقدم إلى جانب الشاي.

** الحلويات العربية

أما الحلويات العربية المفضلة، التي تنتشر في المحلات والأفران، فهي أيضا متعارف عليها في العالم العربي، خاصة منطقة بلاد الشام، التي ينتمي معظم المقيمين في تركيا إليها.

فحلوى المعمول بأنواعها تتصدر المشهد، وخاصة المحشوة منها بالتمر والمكسرات، كالفستق الحلبي والجوز، وجوز الهند.

واعتادت العائلات العربية صناعة الحلويات في المنازل، بعد شراء المواد الأولية من الطحين والمكسرات ومختلف أنواع المنكهات وماء الزهر، التي لرائحتها طعم العيد.

وإذا لم تتوافر للبعض فرصة صناعة هذه الحلويات المنزلية، فإن متاجر كثيرة تلبي هذه الحاجات للجاليات العربية.

** نشاط وبسمة

القاسم المشترك في أسواق إسطنبول هي بسمة الشفاه التي لا تفارق محيا أحد، ولا تخفيها الكمامات التي ترتديها تلك الوجوه، متحدية الفيروس الخطير، أملاً بأن العيد سيكون جميلا رغم ظروف الإغلاق المفروضة على الجميع بلا استثناء.

وهكذا يرسم مشهد حيوية الأسواق والانضباط من جانب الجميع صورة جميلة عن مستقبل مشرق في الانتصار على كورونا شعبيا، على أن تتوافق هذه الجهود مع المساعي الحكومية لتجاوز الجائحة.