توصلت دراسة أجرتها جامعة اسطنبول التقنية إلى أن تلوث الهواء انخفض في كل من إسطنبول وأنقرة وبورصة على مدار العام، منذ أن بدأت جائحة الفيروس المستجد في الانتشار في البلاد. والقيود الوبائية هي السبب الرئيسي لهذا الانخفاض، وقد أصبحت أعداد الناس في الطرقات أقل وتراجع استخدام المواصلات العامة والخاصة.
وخلال الدراسة قام الباحثون بفحص بيانات التلوث في 36 ولاية تركية واكتشفوا انخفاضاً بنسبة 8% في التلوث، بناءً على البيانات المقدمة من وزارة البيئة والتنمية العمرانية، بالإضافة إلى محطات قياس جودة الهواء التي تحتفظ بها البلديات.
ومع ذلك، لم تسجل جميع المدن انخفاضاً في معدلات التلوث إذ كان لدى أضنة الولاية الجنوبية، أعلى ارتفاع في التلوث بنسبة 21% وتليها ولاية أرتفين الشمالية الشرقية وولاية دوزجة الشمالية وولاية كيركلاريلي الشمالية الغربية وولاية إسكي شهير الوسطى. أما كير قلعة وهي ولاية مركزية مجاورة للعاصمة، فقد سجلت أكبر انخفاض بنسبة 38% تليها ولاية قارص الشرقية وولاية سينوب الشمالية وولاية أدرنة الشمالية الغربية وولاية باليكسير الغربية. وقد انخفض التلوث بشكل عام في 25 ولاية تركية.
وفي مدينة إسطنبول الأكثر ازدحاماً في البلاد التي يعيش فيها أكثر من 15 مليون نسمة، سجل انخفاض بنسبة 11% بين مارس/آذار 2020 ونفس الشهر من عام 2021 ، وهي الفترة التي استند إليها البحث. وبالمثل، شهدت كل من العاصمة أنقرة وولاية بورصة وهي مركز صناعي هام، انخفاضاً بنسبة 8%. ومن ناحية أخرى شهدت إزمير ثالث أكبر ولاية في البلاد ، ارتفاعًا بنسبة التلوث بلغ 8%.
وفي معرض حديثه لوكالة أنباء الأناضول يوم الثلاثاء قال حسين طوروس منسق الدراسة، إنهم قاسوا خلال بحثهم نسب ثاني أكسيد النيتروجين في 36 ولاية في البلاد.
وأضاف: "تغير معدل التنقل في تركيا في الفترة التي قمنا بتحليلها. إذ كان الناس لفترة من الوقت محصورين في منازلهم ولم يقودوا سياراتهم أو قاموا باستخدام وسائل النقل الجماعي بسبب التدابير المتخذة ضد تفشي المرض. وبدا هذا التراجع في التنقل إيجابياً بالتأكيد لتحسين جودة الهواء. ومع ذلك، فإن عودة الحياة إلى طبيعتها بالتدريج سيتسبب في عودة التنقل".
يذكر أن تركيا بدأت في تخفيف القيود في مارس/آذار، عندما انخفضت حالات الإصابة بالفيروس المستجد، رغم إعادة بعض القيود مثل عمليات الإغلاق يوم السبت بعد زيادة أخرى في عدد الحالات اليومية.
وأكد طوروس أن تلوث الهواء يمثل مشكلة بيئية خطيرة تؤثر على الإنسان والحيوان والنبات وتتسبب في خسائر مادية واقتصادية.
وقال: "تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن تلوث الهواء هو السبب في وفاة حوالي 7 ملايين شخص كل عام في العالم. مشدداً أن تلوث الهواء أحد أعظم التهديدات التي تواجه البشرية لأنه مسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر، عن زيادة الأمراض مثل سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية. وأشار إلى أن التنمية في المدن دون الأخذ بعين الاعتبار خطط الأرصاد الجوية والتصنيع والانبعاثات الكربونية الناجمة عن المواصلات والمباني ذات أنظمة التدفئة الضارة، أدت إلى تفاقم هذه المشكلة العالمية".