رحب زوجان تركيان بقدوم أول أولادهما داخل نفق أوراسيا الذي يربط بين طرفي مدينة إسطنبول تحت مضيق البوسفور، وخرجت العائلة السعيدة من النفق بثلاثة أفراد بعد أن انضم إليها المولود الجديد.
وقع الحادث النادر الأسبوع الماضي عندما بدأت آلام المخاض لدى المعلمة "سدا غيراي" في وقت مبكر جداً من الصباح. لكنها وزوجها "دينيز" اختارا الانتظار حتى ساعات زيارة المستشفى المعتادة. ومع اشتداد الألم هرعا للخروج من منزلهما في منطقة "قرطال" على الجانب الآسيوي من المدينة حوالي الساعة 8:00 صباحاً وهي ساعة الذروة الصباحية للازدحام المروري ما أخر وصولهما إلى المستشفى الذي كانا يقصدانه في الجانب الأوروبي حيث يعمل الطبيب المقرر أن يجري عملية الولادة.
وبالرغم من طلب الزوجين المساعدة من ضباط الشرطة المتواجدين في الطريق والذين قاموا بإخلاء حركة المرور والمساعدة في استخدام ممرات الطوارئ، إلا أن آلام المخاض اشتدت وتلاحقت لدى الأم عندما كانت العائلة تعبر نفق أوراسيا وتمت الولادة بشكل مفاجئ وأنجبت سدا طفلاً جميلاً أسمته "ديفان إيغة" داخل المشروع التاريخي الذي افتتح في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وحول تفاصيل الولادة قالت الأم التي تبلغ 37 عام لوسائل الإعلام:"عندما أدركت أنني على وشك الولادة، جلست على المقعد الأمامي للسيارة وراقبت ولادة الطفل وكنت أحاول تهدئة نفسي بفكرة أن النساء اعتدن أن يلدن هكذا. وبالطبع تعرضت لبعض الآلام والأوجاع وربما صرخت بصوت مرتفع قليلاً لكن كان علي أن أفعل ما هو ضروري لتتم الولادة ويخرج الطفل بأمان حيث كان من الخطير محاولة إبقائه داخل الرحم. وبعد ذلك حملت ابني ووضعته في حضني. لقد ولد طفلي هادئاً جداً والحمد لله".
وأضافت وهي تتذكر اللحظات "التي لا تُنسى":" كنت حاملاً أثناء دخولي نفق أوراسيا، وعندما خرجنا من النفق كان المولود في حضني".
أما والد الطفل البالغ من العمر 38 عاماً فقال أنه أصيب بالذعر في البداية ولم يستطع فهم ما كان يحدث وأضاف:"كنت أستخدم الزمور بشكل مستمر والمصابيح الأمامية والمصابيح التي تومض بالإشارات لتحذير السائقين الآخرين. وتمكنا من الوصول إلى النفق بفضل مساعدة الشرطة الذين أرسلوا معنا سيارة مرافقة أثناء عبور النفق".
وأعرب الزوج عن امتنانه لكل من ساعده قائلاً:"أشكر كل من أتاح لنا المرور، وكل من ساعدنا في حالة الطوارئ الحقيقية التي كنا نمر بها. لقد تمكنا من الوصول إلى المستشفى في غضون 48 دقيقة فقط بالرغم من طول الطريق واكتظاظ حركة المرور الصباحية".
وعندما وصل الزوجان إلى المستشفى، اضطرت الممرضة إلى قطع الحبل السري داخل السيارة. وبدت الأم والطفل بصحة جيدة وخرجا من المستشفى في اليوم التالي، وعبرت العائلة المكونة من 3 أشخاص النفق مرة أخرى للوصول إلى منزلهم.
