بازارت إسطنبول.. خضار وفواكه ولقاءات أسبوعية
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Jan 13, 2020
رغم انتشار آلاف المتاجر المخصصة للتوزيع الاستهلاكي في إسطنبول، إلا أن الأسواق الشعبية الأسبوعية التي تعرف باسم "البازار"، تكتسب أهمية لدى سكان الأحياء كما باتت مناسبة للسياح للفرجة والاطلاع.
إذ يشهد كل حي من أحياء إسطنبول أسبوعيا سوقه الشعبي الخاص المتميز، الذي يقدم منتجاته من الخضار والفاكهة الطازجة وبأرخص الأسعار، فضلا عن منتجات أخرى.
وتتعاون مؤسسات الدولة مع البلديات لتسهيل عمل هذه الأسواق بشكل دوري، فكل حي يخصص مكانا مركزيا معروفا بأنه السوق الأسبوعي، ويخضع لرقابة الأجهزة المعنية تشمل حركة السوق والبيع والشراء.
بعض الأحياء تخصص ساحات عامة، أو شوارع مركزية يتم إغلاق المرور فيها يوم السوق، لتبدأ عمليات البيع والتسوق منذ الصباح الباكر حتى ساعات المساء، في حركة دائمة مستمرة طوال اليوم.
ويكاد يمر معظم سكان الحي على الأسواق هذه من أجل التسوق منها، فتعتبر حدثا أسبوعيا دوريا متراتبا، يتم التسوق فيها لأسبوع كامل من الخضار والفاكهة بشكل أساسي، وبقية الحاجات الأخرى.
خضار وفاكهة طازجة:
وتحتل الخضار والفواكه القسم الأعظم من السوق وهي في أغلبها خضروات موسمية تقدم طازجة وتستقطب اهتمام الزبائن من كل الشرائح.
ويتميز قسم الخضار والفاكهة بتوفر مختلف الأنواع والمستويات من الخضار والفاكهة، تناسب كل الفئات الاجتماعية والاقتصادية، فمنها أصناف الدرجة الأولى والثانية، وتتنوع من كافة الأنواع والأصناف.
وتتوفر في هذه الأسواق المنتجات الموسمية التي لا تتواجد في المتاجر بعض الأحيان، فتكون مناسبة لكافة الأذواق، خاصة أن مدينة إسطنبول يشكل التنوع السكاني فيه فسيفساء اجتماعي من كل مناطق تركيا والعالم.
ويعتبر البازار أيضا المركز المفضل لكل السكان الراغبين في تحضير مؤونة الشتاء، وخاصة عند توفر الخضار والفاكهة في الصيف، فيتم شراؤها بشكل طازج وإعدادها لتكون متوفرة بالشكل المناسب شتاء.
وينسحب ذلك على منتجات فصل الشتاء التي تخزن وترتب لتكون جاهزة للتناول في كافة الفصول، فيعتبر السوق وجهة هامة لسكان المدينة، وهو ما ينسحب على عموم تركيا.
توفر الحاجيات الأساسية:
وإلى جانب الخضار والفاكهة يتم بيع المنتجات الأساسية من الأسماك بمختلف أنواعها، البحرية والتي تخرج من المراعي، وتتوافر عشرات الأصناف فضلا عن محاصيل بحرية أخرى.
كذلك تتوفر في السوق أنواع من الألبان والأجبان المختلفة، ومنتجات الزيتون وزيوتها المتنوعة، والمخللات والمعجنات، وأنواع من الخبز ومنتجات بلدية من بقية الولايات التركية، التي تجتذب أبناءها المقيمين في إسطنبول.
كما يخصص مكان واسع من السوق لتقديم الحاجات الأساسية للمطابخ من معدات ومستلزمات تجذب القادمين للسوق، لما توفره من خيارات عديدة ومنتجات مخصصة للمطابخ من صحون وطناجر وحاجيات أخرى.
الملابس بمختلف أنواعها أيضا لها مكان مخصص في هذه الأسواق، من الملابس اليومية والرسمية، الخارجية والداخلية، والفساتين وملابس المناسبات، ومختلف أنواع النسيج من الستائر والأقمشة المتعددة.
الأسعار المناسبة وسوق الفاتح:
ويقدم هذا التنوع الكبير في السوق وسعته وخياراته المتعددة، مركز تسوق كبير بشكل أسبوعي، يبدأ صباحا التحضير بوضع الطاولات والعربات المخصصة، وتغطية سقف الشوارع في حالة كان السوق في الأزقة والشوارع.
وثمة أسواق تتخذ من الأزقة والشوارع المتقاطعة مكانا لها، وأخرى في الميادين، فيما هناك أسواق أخرى في أماكن ثابتة أسبوعيا مغلقة، ويتوفر التسوق في كل فصول السنة، فهذه الأسواق لا تتوقف أبدا إلا في الظروف المناخية القاسية الاستثنائية.
ويعد سوق بازار يوم الجمعة بمنطقة الفاتح/فندق زادة، الأسبوعي نموذجا لتلك الأسواق، تتوفر فيه كافة المنتجات من الخضار والفاكهة والملابس والحاجات الأساسية في البيوت.
وعبر عدة شوارع وأزقة، يتم تعليق "الشوادر" المناسبة من شرفات البيوت لأخرى لتغطية مساحات من السوق لحماية المشترين من حر الصيف ومطر الشتاء، فتشكل سوقا ومركزا تجاريا حقيقيا.
ويصطف الباعة بجوار بعضهم، يبيعون منتجاتهم في كل قسم مخصص، منهم من يبيع في قسم الخضار والفاكهة، وآخرون في بيع بقية المنتجات، في ظل ازدحام وإقبال من قبل الزائرين.
ونظرا لأهمية هذه الأسواق وما تقدمه، فإنه يشهد أيضا اهتماما من قبل الأجانب المقيمين في إسطنبول، والسائحين القادمين الذين يتعرفون من جهة على الثقافة التركية، ومن جهة تلبي هذه الأسواق حاجتهم.
وكذلك تعتبر هذه الأسواق مقصدا هاما لجزء كبير من الجالية العربية المقيمة في إسطنبول التي ارتفعت أعدادها خلال السنوات الأخيرة، حيث أن هذه الأسواق مقصد مهم للعوائل العربية والتركية والأجنبية دون استثناء.