انطلقت اليوم فعاليات "ملتقى الأسرة الثاني" في مركز مؤتمرات "بولمان" بمدينة إسطنبول، بمشاركة نحو 500 شخص من مختصين وجمعيات إنسانية ومؤسسات دولية، من 40 دولة.
يستمر الملتقى لمدة يومين وهو من تنظيم جمعية "غراس" لتنمية المجتمع اللبنانية، ويهدف النهوض بالأسرة وتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، بالشراكة مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH والمنظمة العالمية للأسرة، وبرعاية الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وقال أمين عام "IHH" دورموش آيدن، خلال كلمته، إن المشاكل والأزمات الاقتصادية والأمنية التي تتعرض لها الأسر في العالم، ازدادت مع ازدياد الحروب المندلعة.
وأضاف أن "هيئة الإغاثة" تعمل مع 130 دولة، وبالتعاون مع منظمات دولية، لتقديم المساعدات وتحقيق التنمية ورفع جودة الحياة.
واعتبر أن الملتقى يهدف "إلى حماية الأسر في العالم الإسلامي من التشتت الناتج عن الحروب".
من جهتها، طالبت رئيسة منظمة الأسرة العالمية ديزي كوزسترا، جميع الدول باتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم كل ما تحتاجه المجتمعات لتحقيق تنمية مستدامة للجيل القادم.
وشددت على اهتمام منظمتها التي انطلقت منذ الحرب العالمية الثانية، بحماية الإنسان بغض النظر عن جنسيته وعرقه، لافتة أن الوصول إلى التنمية والجودة والاستقرار في العالم يحتاج إلى السلام.
وأضافت أن "أكثر من 87 بالمئة من العائلات في العالم تعاني بسبب الحروب، لذا يجب تكثيف الجهود لحماية الأسر من تبعاتها".
بدوره، قال فقيه موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية في روسيا الاتحادية، الشيخ إلدار أليفوتنوف، إن الأسرة نواة المجتمع، لذا يجب المحافظة عليها من الضياع.
وحذر من الفتن الداخلية والخارجية التي يعانيها العالم الإسلامي من الحروب المندلعة، ما يتسبب في رفع نسبة النساء المعيلات ونقص عدد الرجال.
وفي كلمة للنائب في البرلمان التركي، رئيس لجنة الصداقة الفلسطينية التركية حسن توران، قال "اجتمعنا اليوم من أجل الأسرة التي تمثل كل شيء بالنسبة إلينا"، مشيرا إلى المشاكل التي تتعرض لها، ما يجعلها عرضة للأخطار بسبب الفقر والجوع في الشرق الأوسط.
ولفت إلى تعامل الدول الغربية مع الحروب في الشرق الأوسط بحسب مصالحها، ما يجعل الإنسان العربي في تلك البلدان يعيش مأساة وتشرذما وفقرا.
من ناحيته، اعتبر رئيس مجلس إدارة "غراس" سامي الخطيب، أن الملتقى يتطرق إلى المشكلات التي تتعرض لها الأسرة العربية في الواقع المعاصر، وسط الحروب ومع ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين، ومع ارتفاع مستوى الفقر الذي وصل 73 بالمئة في بعض البلدان العربية.
وحث على الدور الاجتماعي الذي يكون فاعلا بالوصول الى التكامل الاجتماعي، والمشاركة في صناعة الوعي داخل المجتمعات.
ويهدف "ملتقى الأسرة" إلى تحسين جودة حياة الأسر الفاقدة للمعيل في مناطق الصراعات، وتأمين شراكات بين جهات تخصصية لتحسين جودة الحياة للأسر التي تديرها نساء، وإبراز الآثار السلبية للحروب والصراعات على جودة حياة الأسر.
ويشمل برنامج الملتقى معرضا يتضمن صورا فوتوغرافية تجسد معاناة الأسر الفاقدة لمعيلها في فلسطين وسوريا واليمن، والروهينغا.
كما أنه من المقرر أن يتم في اليوم الثاني طرح قصص نجاح لنساء معيلات لأسرهن من عدة دول عربية.
يذكر أن ملتقى حياة الأسرة الأول عقد في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 بمدينة إسطنبول.