ماذا تعرف عن "قاضي كوي" بإسطنبول أحد أروع 100 حي سكني في العالم؟
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Oct 12, 2018
في الجزء الآسيوي لمدينة إسطنبول التركية، وتحديداً في منطقة "قاضي كوي" الساحلية، ينتشر عبق التاريخ في جميع أرجاء المكان، ليتقاطع مع مشهد التجار والمارة، فيرسم لوحة جميلة تنافس بسحرها الجزء الأوروبي من المدينة.
ومع أن كثيرين يعتبرون أنّ الجزء الأوروبي أكثر حيوية، ما يؤهله لأن يكون وجهة للزيارة أو الاستكشاف، إلا أن منطقة "قاضي كوي" أو كما تُعرف بالمركز الثقافي للجانب الآسيوي، تستحق الزيارة أيضاً.
ففي هذه المنطقة، تتزاحم جميع التفاصيل، من البنايات وصولا إلى هوائها وحتى المتجولين في أرجائها، لتمنحها خصوصية غالبا ما ترفع منسوب الفضول لدى أي زائر جديد، وتدفعه لسبر أغوارها وأسرارها.
وتقع هذه المنطقة المكتظة بالسكان في الجزء الآسيوي لمدينة إسطنبول، على الساحل الشمالي لبحر مرمرة.
ويرجع تاريخها إلى العصر النحاسي، أي إلى ما بين 5500 إلى 3500 قبل الميلاد، وفقًا للآثار والحجارة والعظام والمجوهرات التي تمّ العثور عليها في المنطقة.
وبناء على ما تقدم، يعتقد المؤرّخون أن "قاضي كوي" هي المستعمرة الأقدم في منطقة آسيا الصغرى.
وكانت المنطقة مستوطنة يونانية ريفية خارج حدود المدينة، قبل أن يسارع العثمانيون بضمّها تحت ولاية محاكم إسطنبول، وحملت اسم "قاضي كوي"، أي "قرية القاضي".
وتدريجيا، تحولت المنطقة إلى سوق مركزية للسلع الزراعية، وهو ما ساعد على تحويلها لمنطقة سكنية يقصدها الأفراد للعيش والعمل، وخصوصا القادمين منهم للمدينة عن طريق البحر.
وتُعدّ محطة "حيدر باشا" للقطارات في "قاضي كوي" إحدى المعالم التاريخية القديمة وربّما أشهرها، إذ انطلقت منها أول رحلة إلى بغداد (العراق) عام 1908، بعد أن وضع السلطان عبد الحميد الثاني حجر أساسها قبل ذلك بعامين.
ولاحقا، شكّلت المحطة بداية خط السكة الحديدية الرابط بين إسطنبول وبغداد.
وإبان الحرب العالمية الأولى (1914- 1918)، تعرضت المحطة لانفجار ضخم، جراء اشتعال مخزن للأسلحة كان موجودًا بجانبها، لكنها رممت أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي لتأخذ شكلها وطرازها المعماري الأصلي.
ومؤخرا، اختارت مجلة "تايم أوت" الشهيرة، حي "قاضي كوي" بالشق الآسيوي في إسطنبول ضمن قائمة أروع 100 حي سكني في العالم.
وجرى إعداد القائمة من قبل محرري المجلة الشهيرة باستطلاع رأي 15 ألف مشترك من مختلف أنحاء العالم.