نجح معرض الكتاب العربي في إسطنبول في استقطاب أكثر من 63 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية، تابعوا بحماس مختلف فعاليات المعرض الذي شكلت دورته الحالية الرابعة نقلة نوعية في تاريخ المعارض العربية المقامة بالسنوات السابقة.
وكان التألّق الاستثنائي لدى اختتام الفعاليات يوم الأحد، فيما اعتبره مراقبون تكريما يليق بالكتاب العربي والمكانة الخاصة لمدينة إسطنبول الحضارية.
وعلى هامش المعرض، نظمت شخصيات فكرية ودعوية وتربوية وفنية، بشكل يومي وعلى مدار الساعة، محاضرات وندوات موجهة للزائرين ما منح الفعالية أبعادا فكرية تفاعلية رائقة أثارت إعجاب المتابعين.
أما عدد دور النشر المشاركة في المعرض الذي يعد أكبر حدث ثقافي عربي في تركيا، نحو 207 دار نشر من 16 دولة حول العالم، 13 دولة منها عربية و3 أجنبية.
فعاليات متنوعة:
وشهدت أيام المعرض التسعة، أكثر من 70 فعالية ونشاطا، تحول المعرض من خلالها إلى تظاهرة ثقافية عربية مميزة، ضمت محاضرات وندوات وأمسيات ومنصات توقيع وورش أدبية وثقافية وشعرية، إضافة لعشرات الفعاليات الخاصة بالأطفال.
كما تخلل المعرض بيع وتصريف نحو 50 % من الكتب التي تم جلبها من الخارج، بحسب المنظمين.
وفي ما يتعلّق باتفاقيات الترجمة من العربية إلى التركية والعكس، فقد جرى عقد أكثر من 25 اتفاقية بين دور النشر.
وبخصوص الفعاليات الموجهة للأطفال خلال أيام المعرض، شارك أكثر من 22 ألف طفل عربي بأنشطة مختلفة.
أما المتطوعون بالمعرض ضمن فريق "أمان" التطوعي، فقد بلغ عددهم نحو 384 متطوع.
فيما شهد المعرض زيارة أكثر من 40 شخصية سياسية وعلمية وثقافية عربية وتركية، ممن حلّوا ضيوف شرف على التظاهرة.
ومن أشهر المفكرين والكتاب الذين شاركوا بفعاليات على هامش المعرض، المفكر الإسلامي الكويتي طارق السويدان، والكاتب التركي يوسف كاتب أوغلو، والعالم الإسلامي محمد الحسن الددو الشنقيطي، والكاتب الأردني أيمن العتوم.
وشملت المحاضرات والفعاليات والندوات المقامة مجالات عديدة، أهمها المجال السياسي، حيث تطرقت للتطورات الأخيرة في المنطقة.
أما في الاقتصاد، فقد تناول كل من ياسين أقطاي، النائب السابق عن حزب "العدالة والتنمية" التركي، والطبيب المصري والباحث بالشؤون التركية أحمد مطر، آخر المستجدات فيما يتعلق بالاقتصاد التركي وسبل دعمه.
وشاركت أكثر من 65 وسيلة إعلامية بين قنوات تلفزيونية فضائية وإذاعات ووكالات أنباء ومواقع وصحف، في تغطية فعاليات المعرض.
وعلى الصعيد الثقافي، أقيمت دورة "صناعة المثقف"، قدمها الكاتب والمفكر السعودي، محمد الأحمري، بالإضافة إلى محاضرة أخرى في مجال القراءة وأهميتها، قدمها الكاتب محمد خيري موسى.
إقبال "جيد":
وعن الإقبال على المعرض، أعرب أصحاب الدور المشاركة عن ارتياحهم للنسبة علماً أن أن قصص وروايات الأطفال قد حظيت بإقبال كبير، كما أن الكتب الموجهة للشباب كان لها أيضا النصيب الأكبر.
كما شهد المعرب إقبال الأسر العربية على شراء قصص الأطفال لسببين رئيسيين، الأول هو المحافظة على اللغة العربية لأطفالهم، والثاني ربط الطفل بالكتاب بعد أن أزاحته الأجهزة الالكترونية وحلت محله.
ومن بين 207 دار نشر مشاركة في المعرض، توجد 62 دار نشر مصرية، و8 من السعودية و4 من الإمارات، و36 من لبنان، و23 من الأردن، و17 من سوريا، فضلًا عن 39 دار نشر عربية موجودة في تركيا، وفق القائمين على المعرض.
وأصبح معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي أحد أهم وأكبر معارض الكتاب العربي خارج الدول العربية، ويحقق أرباحًا وفوائد كبيرة للناشرين، بفضل جالية عربية في تركيا تتجاوز الأربعة ملايين نسمة.
ونظم الدورة الرابعة للمعرض "جمعية اتحاد النّاشرين الأتراك"، بالتعاون مع "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي"، وبدعم من بلدية إسطنبول الكبرى.