تستقطب قصص الأطفال زوار معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي، حيث يحتوي على جناح يضمُّ نحواً من 25 دار نشر للأطفال، وأكثر من 20 ألف عنوان.
ويشهد المعرض إقبالاً واسعاً من قبل الأطفال وتلاميذ المراحل الإبتدائية العرب المقيمين في تركيا، لاحتوائه على جناح خاص بهم.
وقال المعلم السوري زكريا أبو سعد: "يحتوي المعرض على وسائل تعليمية جيدة للأطفال العرب، خصوصاً بعض القصص التي تخدمهم، بل تفيد حتى الأطفال الأجانب الذين يريدون تعلّم اللغة العربية".
وأضاف أبو سعد للأناضول، خلال زيارته للمعرض: "وجدنا تخصصات عدة من الكتب التي نرغبها، الدينية والسياسية وموسوعات كثيرة، وخصوصاً في المجالات الأدبية، فلذلك ينبغي إقامة مثل هذه المعارض مرتين في السنة على أقل تقدير لحاجة القارئ العربي لها، بالإضافة إلى نشر ثقافة تعلم اللغة العربية في المجتمع التركي".
كما توافد أيضاً على أجنحة المعرض طلبة إعداد الأئمة والخطباء بتركيا، والعديد من طلبة كليات الشريعة الذين يتعلمون اللغة العربية.
ويعتبر المعرض "الحدث الأكبر من نوعه في البلاد"، إذ تصل مساحته إلى نحو ستة آلاف متر مربع، ويضمُّ أكثر من 70 ألف عنوان كتاب، بحسب المنظمين.
ورأى مصطفى حباب، مشرف المعرض، أن "وجود تعدّد في نوعية الكتب المعروضة، أدَّى إلى مشاركة فاعلة لاقتناء الكتاب العربي، وتفاجأنا بحجم الأتراك المقبلين على تعلم اللغة العربية، وتحديداً من الطلبة الأئمة والخطباء ودارسي الشريعة، أما المجتمع العربي في تركيا فهو متعطش لاقتناء الكتب والإصدارات الجديدة، خاصة في المجالات السياسية، وكذلك الأدبية وغيرها من المجالات، ونحن منذ افتتاح المعرض شهدنا زيارة كبيرة".
وتابع للأناضول أنه "لدينا تنوّع في الكتب المعروضة، في مجالات الأدب والشعر والروايات، بالإضافة إلى الكتب التي تهتم بالجانب السياسي، وكذلك كتب في الإدارة وتعليم الذات والتعليم الأكاديمي، وهنالك مشاركة واسعة من قبل دور النشر المتخصصة في الكتب الشرعية والتربوية".
من جهتها أكّدت المواطنة التركية جونُل سلاف، أن "مثل هذه المعارض التي يتم تنظيمها في اسطنبول بين الفينة والأخرى، مهمة جداً لتطوير الفكر العربي، واليوم رأينا الإقبال الكبير عليه، ونتمنى أن تكون المعارض في السنوات القادمة أكبر وأحدث. ونشهد إقبالا أكبر للمشاركة من قِبَلِ دور النشر العربية، وهذا يعد أمرا مهما جداً للأتراك الذين يتقنون اللغة العربية، ليجدوا أفكاراً جديدة لديهم، توفرها دور النشر".
من جانب آخر أشارت السورية عزًّى مندو، إلى أن" مدينة اسطنبول بحاجة إلى معارض مستمرة للكتاب العربي، خصوصاً بعد أن ارتفعت نسبة العرب الذين هاجروا إلى تركيا في الآونة الأخيرة، فازدادت الحاجة إليها، وزيارة المعرض فرصة ثمينة لتصفح الكتب وقراءة العناوين والتفاعل مع أصحاب دور النشر أنفسهم".
واستدركت قائلةً في تصريحها للأناضول: "وجدتُ الكثير من العناوين التي أحتاجها، وهنالك تنوع في العناوين المعروضة، من ناحية الفكر والسياسة والشريعة، وهذا ما نحتاجه هنا بسبب قلة دور النشر العربية، وإتاحة هذه الفرصة لمقابلة الناشرين من خارج تركيا تعد فرصة كبيرة، لأننا سنحصل على مواضيع مختلفة وكتّاب مختلفين".
ويهدف المعرض إلى إتاحة الكتاب العربي للمقيمين العرب في تركيا، والأتراك الناطقين باللغة العربية من الدارسين والأكاديميين، بالإضافة إلى السياح العرب، وأيضا تعزيز التعاون الثقافي بين العرب والأتراك، وتشجيع القرّاء على اقتناء كتب بالعربية.
ويشارك في المعرض أكثر من 170 دار نشر من 15 دولة عربية، بالإضافة إلى تركيا، وإيران، وإيطاليا، وتشرف على تنظيمه شركة "جلف ترك ميديا" (غير حكومية) ومركز "صناعة الفكر للدراسات والأبحاث" تحت الرعاية الإعلامية لموقع "تركيا بوست" وقناة "الجزيرة مباشر" القطرية، فضلاً عن قناة "دار الإيمان" الفضائية (خاصة).
ويستمر المعرض الذي افتتح يوم الإثنين الماضي حتى 31 يوليو/ تموز الجاري، ويفتتح أبوابه من الساعة العاشرة صباحاً (07.00 تغ)، إلى التاسعة مساء(18.00 تغ).