اكتشاف قناة مائية من العصر الروماني عمرها 1500 عام في ماردين
- ديلي صباح ووكالات,
- Jan 18, 2024
كشفت الحفريات الجارية في مدينة دارا Dara القديمة في منطقة أرتوكلو Artuklu بجنوب شرق ماردين، عن قناة مياه شرب رائعة عمرها 1500 عام ويبلغ طولها 400 متر.
وبدأت أعمال التنقيب منذ 38 عاماً تحت الاستشارة العلمية للبروفيسور متين أهونباي الذي واصل البحث عن اكتشافات مهمة في منطقة أوغوز، الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من وسط المدينة، بقيادة نائب مدير متحف ماردين آنذاك، عبد الخالق إكمن.
وتشمل اكتشافات هذا العام في المدينة القديمة، التي أنشأتها الإمبراطورية الرومانية الشرقية كموقع دفاعي ضد الساسانيين، نظاماً لمياه الشرب محفوظاً جيداً من العصر الروماني، إلى جانب أكثر من 10 متاجر وورش عمل. ويتميز النظام المكتشف حديثاً، بقناة تنقل المياه من صهريج تم اكتشافه منذ حوالي 35 عاماً. والجدير بالذكر أن القناة المحمية بحجارة ضخمة تزن 2 طن، توزع المياه عبر نظام أنابيب متطور.
شارك مدير متحف ماردين ورئيس التنقيبات عبد الغني تاركان رؤيته حول أهمية النتائج، قائلاً: "لقد اكتشفنا نظام مياه نظيفة يمتد من الصهريج إلى بازار المدينة القديمة". وتسلط هذه الاكتشافات الضوء على الممارسات المتطورة لإدارة المياه المستخدمة في المدينة القديمة، التي أسسها الإمبراطور أناستاسيوس عام 507، لحماية حدود الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
كما تم الكشف في مدينة دارا عن نظام نقل مائي قديم يشبه صهريج البازيليك الشهير في إسطنبول. وقد سهلت هذه الشبكة المعقدة من صهاريج المياه، التي يرجع تاريخها إلى 1500 عام، نقل المياه لتلبية احتياجات الشرب لسكان المدينة. وشرح ديفريم حسن منتيشة، عالم الآثار في متحف ماردين، آراءه حول الاكتشافات الأخيرة التي تم إجراؤها خلال عمليات التنقيب بالقرب من المدينة القديمة، والتي بدأت عام 2018.
وكشف منتيشه عن وجود قنوات مائية أسفل المحلات التجارية، تؤدي إلى قناة مياه كبيرة. وقد شكلت مدينة دارا القديمة، التي أنشئت في البداية كحامية تستوعب 25.000 جندي، تحدياً كبيراً في توفير هذا العدد الكبير من السكان. وكان نظام المياه المعقد، بما في ذلك أنظمة أنابيب الطين، حاسماً في توزيع المياه على متاجر البازار وفي جميع أنحاء المدينة.
كما كانت قنوات المياه الجوفية، المغطاة بعناية بالحجارة الكبيرة للحفاظ عليها، جزءاً لا يتجزأ من قدرة روما على نقل المياه وحمايتها. وشدد منتيشة على أهمية هذا العمل الهندسي التاريخي، وسلط الضوء على دوره في الحفاظ على مجتمع قديم مزدهر.
وبالنظر إلى المستقبل، أعرب منتيشة عن خططه لمواصلة أعمال التنقيب في الموسم المقبل، بهدف استكمال المنطقة في غضون بضع سنوات. وتوقع مساهمات كبيرة في الجذب السياحي لمدينة دارا القديمة، مشيراً إلى التدفق المتزايد للزوار يومياً والذين اجتذبتهم الحفريات الأخيرة. وتَعِد الاكتشافات الجارية بتعزيز جاذبية الموقع التاريخي، ما يدعم الاهتمام المتزايد بماضيه الغني.