خانات تاريخية في أربيل العراق تعكس روعة العمارة العثمانية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 02.03.2022 14:35
الأناضول (الأناضول)

في مدينة أربيل شمالي للعراق، تقف خانات عثمانية عمرها 160 عاماً شاهدة على العهد العثماني حين كانت مراكز تجارية بين المدن الهامة في ذلك الوقت، وتنتظر هذه المباني التاريخية الجليلة ترميمها وتحويلها إلى متحف يبرز روعة تصميمها المعماري الباقي بالرغم من تدمير بعض أقسامها.

وعند التجول في الشوارع الضيقة للسوق في منطقة "كوي سنجق" الواقعة على بعد ساعة بالسيارة من وسط مدينة أربيل، يظهر باب خشبي مرصع يبدو للناظر وكأنه مدخل للخان.

وكان البناء بأكمله وهو معروف أيضاً باسم "محمود آغا خان"، بمثابة نزل أو مكان للمبيت يشبه الفندق في الماضي بسبب موقع المنطقة حيث تنزل القوافل لتخزين المنتجات التجارية.

وبالرغم من أن الخان المكون من طابقين ويضم حوالي 60 غرفة قد خضع لعدة عمليات ترميم في الماضي، لكن يمكن رؤية أحجار الجدران المتهدمة مجمعة في الفناء وبين الغرف.

ويمكن العثور على نقوش وزخارف مشابهة لتلك التي تزين جدار مدخل الخان، على جدران مداخل الغرف أيضاً.

ويُتوقع أن يجذب ترميم الخان بطوابقه وغرفه وفناءاته المعرضة لخطر الانهيار وتحويلها إلى متحف، السياح المحليين والأجانب إلى المنطقة بسبب موقعها بين أربيل والسليمانية وكركوك.

وحول هذا الأمر تحدثت وسائل إعلام تركية إلى عالم الآثار "حامين نعمان كواش" الذي أجرى دراسات مكثفة على الخان العثماني فقال إن المبنى التاريخي أُنشأ عام 1862 على يد محمود آغا غافوري، الذي ينحدر من إحدى عائلات "كوي سنجق" الراسخة والمعروفة.

وسلط "كواش" الضوء على أن "كوي سنجق" كانت إحدى المدن التجارية الهامة في المنطقة من القرن الثامن عشر إلى بداية القرن العشرين، موضحاً أن الخان الذي سمي على اسم محمود آغا، تم استخدامه للقوافل التجارية على مدى قرون.

ونوه إلى أن المبنى المكون من طابقين والذي يضم ما يقرب من 60 غرفة أُقيم على شكل مستطيل على مساحة 1.122 متراً مربعاً.

وأضاف: "الغرف موزعة على الجوانب الأربعة للمبنى. وتم استخدام الغرف العلوية للسكن ومكاتب للقوافل. واستناداً إلى أساسيات المبنى، تحتوي جميع الغرف على مدافئ ونوافذ. وقد تم بناء هذه الغرف بعناية وإتقان".

وفي إشارة إلى أن ما بين 75- 80% من الغرف الأرضية كانت تستخدم لأغراض التخزين وبها نوافذ قليلة، قال "كواش" إنه في بعض هذه الغرف توجد أماكن مخصصة لإطعام الحيوانات وإمدادها بالماء، بالإضافة إلى أماكن لربطها.

وأوضح أن "كوي سنجق" كانت نقطة نقل بين كركوك والسليمانية وأربيل في الماضي، وأن البضائع من جميع أنحاء المنطقة وأجزاء أخرى من العراق كانت تمر عبرها في الغالب.

وأردف أن جزءاً من المبنى التاريخي تم ترميمه في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وأنه تم ترميم بعض أجزاء المبنى التي كانت معرضة لخطر الانهيار عام 2005 وآخر ترميم جرى للمبنى كان في الخريف الماضي.

وفي إشارة إلى أن مكتب الآثار في "كوي سنجق" يخطط لترميم الخانات بدعم من مؤسسات دولية مختلفة، أشار "كواش" إلى أنه من المقرر أن تصبح بعض الغرف جزءاً من المتحف، بينما سيتم تخصيص بعضها الآخر للمقاهي الثقافية والحرف اليدوية وأكشاك الحدادة.