تضم مكتبة الجمعية التاريخية التركية ويُرمز لها بالأحرف الأولى TTK، مجموعة رائعة من الكتب التي تلقي الضوء على التاريخ التركي بأدق تفاصيله الموغل في القدم.
وتحوي المكتبة التي تولى رعايتها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، 205.875 كتاباً اليوم. وقام أتاتورك من أجل إنشاء وتطوير المكتبة، بشراء مجموعة العالم التركي المجري "زاجتي فيرينجز" والتبرع بها للمكتبة المولودة حديثاً آنذاك.
وافتتحت مكتبة الجمعية التاريخية التركية في أنقرة عام 1931 بعدد محدود من الكتب لكن رفوفها نمت واكتنزت بالعديد من الكتب بفضل التبرعات والمشتريات، ما اضطر القائمين عليها لنقل مقرها أولاً إلى كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، ثم إلى مبنى جديد أنشئ خصيصاً لهذا الغرض عام 1967. وتخدم المكتبة اليوم الباحثين وعلماء الآثار ومؤرخي الفن المهتمين في التاريخ التركي بمجموعتها الكبيرة.
وتعمل مكتبة الجمعية التاريخية كمكتبة متخصصة، وهي تحتوي على أعمال نادرة يعود تاريخها إلى 5 قرون بلغات مختلفة، منها اللغة التركية واللاتينية والإيطالية والعثمانية. وتضم مجموعاتها كتاباً نادراً للغاية بعنوان "تاريخ القدس"، نشر لأول مرة عام 1516، وهو أقدم عمل مطبوع للمكتبة، وكذلك خريطة نادرةً تُظهر أوسع حدود للإمبراطورية العثمانية، رشمت عام 1626، وهي واحدة من أقدم الخرائط في العالم.
ويوجد بين الكتب القيمة التي تزخر بها المكتبة، كتباً نشرها "إبراهيم متفرقة" الذي جلب المطبعة إلى الإمبراطورية العثمانية، والمخططات والتصاميم الهندسية للمهندس العثماني سنان، ونسخة مخطوطة "ليلى والمجنون" وهي من الأعمال النادرة.
وتستضيف رفوف المكتبة أيضاً ترجمات لأعمال ومصادر أجنبية عن التاريخ التركي تعود لأربعينيات القرن الماضي، مثل كتاب "الأتراك في آيسلندا" الذي تُرجم أولاً من الأيسلندية إلى الألمانية ثم إلى التركية.
ويتم تخزين المجموعات النادرة من الكتب والمخطوطات في المكتبة التي تعمل بنظام الأرفف المغلقة، في مستودع تُقاس درجة حرارته ورطوبته باستمرار.
وفي معرض حديثها مع وكالة أنباء الأناضول صرحت "نيشيجان أويصل" مديرة المكتبة، أن المؤلفات الموجودة في مكتبة الجمعية التاريخية التركية تم الحصول عليها من خلال تبادل النشر والتبرع والشراء، وأن المكتبة تضم مجموعات تعود إلى العديد من المؤرخين والمتخصصين بعلم التركيات بما في ذلك "خليل أدهم إلدم" و"يوسف أكجورا" و"أسعد فؤاد توغاي".
وفي إشارة إلى ثراء التاريخ التركي، قالت أويصال إن هناك خرائط للأراضي العثمانية من القرن السابع عشر في أرشيفهم، وأنهم قاموا برقمنة معظم هذه الخرائط.
وأشارت إلى أن الجهود المبذولة لزيادة عدد المصنفات في المكتبة مستمرة، وأن لديهم العديد من المنشورات في طور الإعداد بلغات مختلفة بما في ذلك العربية والروسية والفارسية واليابانية.