العديد من المعارك الكبيرة والحملات العسكرية التي خاضتها تركيا وغيرت وجه تاريخها قد حدثت في شهر أغسطس بالذات. وتصادف في الـ30 من هذا الشهر الذكرى الـ98 لواحدة من أهم المعارك التركية التي أطلق عليها اسم "الهجوم العظيم" التي انتهت بهزيمة القوات اليونانية الغازية. وأقيمت مراسم إحياء هذه الذكرى يوم الخميس في ولاية "أفيون قره حصار"، حيث اندلعت شرارة المعارك لأول مرة، وتم تكريم الجنود الأتراك الذين سقطوا في المعركة في مقبرة الشهداء الأتراك في منطقة "سنان باشا" في الولاية الغربية.
وسميت مقبرة الشهداء باسم "رشاد بك"، على اسم العقيد الذي تم تكريمه في الحفل لإخلاصه لبلاده وولائه لقائده مصطفى كمال أتاتورك، الباشا العثماني الذي تحول إلى زعيم حركة الاستقلال وعمل على تأسيس جمهورية تركيا الحديثة والنهوض بها في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وقد أطلق على العقيد "رشاد بك" بعد وفاته لقب تشيلتبه Çiğiltepe وهو اسم التل الذي أراد تحريره وقاد وحدة عسكرية لمقاتلة القوات اليونانية الموجودة فيه، وأصبح مثالاً في تفاني الجنود الأتراك وبسالتهم في معركة الاستقلال. وكان العقيد وعد قائد الجيش آنذاك كمال أتاتورك، باستعادة التل من القوات اليونانية "خلال نصف ساعة". لكن مقاومة العدو أخرت تنفيذ الوعد ضمن المدة المحددة، فانتحر العقيد لظنه أنه فشل في الوفاء بوعده. لكن القوات التركية واصلت هجومها إلى أن استولت على التل وحرّرته بعد حوالي ساعة.
يذكر أن معركة "الهجوم الكبير"، المعروفة باسم "بويوك تعرض" باللغة التركية، كانت المرحلة الأخيرة من حرب الاستقلال التركية التي بدأت في عام 1919 عندما أسس أتاتورك جيشاً تركياً مستقلاً لمحاربة القوات اليونانية الغازية. وفي 26 أغسطس، تمكنت القوات التركية من استعادة عدة مناطق صغيرة حول "أفيون قره حصار" من العدو، وفي 27 أغسطس، سيطرت على الولاية بالكامل. وأسفر الهجوم عن هزيمة تامة للقوات اليونانية في 30 أغسطس، بعد أن استعادت القوات التركية "إزمير"، آخر معقل للغزاة اليونانيين في غرب تركيا. وبعد مضي عام واحد، أعلنت تركيا المنتصرة تأسيس الجمهورية التركية.
