أعلن مكتب محافظ ولاية أنطاليا يوم الاثنين أن مجموعة من الباحثين تحت الماء الاتراك، عثروا على حطام سفينة من العصر البرونزي، تعود إلى 3600 عام، قد تكون أقدم حطام سفينة في العالم. عثر على الحطام قبالة شواطئ ولاية أنطاليا الواقعة جنوب تركيا.
تم اكتشاف حطام السفينة، الذي يقدر تاريخه ب 1600 عام قبل الميلاد، قبالة الشواطئ الغربية للمدينة بواسطة قسم أبحاث تحت الماء بجامعة أنطاليا.
ووفقاً للتقارير، تم العثور على حطام السفينة البالغ طولها 14 مترا في عمق 50 مترا، مع 1.5 طن من سبائك النحاس داخلها.
وفي حديثه إلى الصحفيين، وصف المحافظ "منير كارال أوغلو" هذا الاكتشاف بأنه رائد في مجال علم الآثار المغمورة بالمياه، قائلاً إن حطام السفينة المكتشفة حديثاً، والذي أطلق عليه اسم "حطام سفينة أنطاليا الغربية"، كان بمثابة "غوبيكلي تيبه" للعالم تحت الماء. يضم موقع "غوبيكلي تيبه" الأثري في شانلي أورفا أقدم معبد معروف في تاريخ البشرية وغالباً ما يشار إليه على أنه نقطة الصفر في تاريخ البشرية.
وقال "كارال أوغلو" إن القطع الأثرية التي سيتم استخراجها من الحطام ستُعرض في متحف في منطقة كيمير، والذي سيصبح "مركزاً لعلم الآثار المغمورة بالمياه".
وأشار "هاكان أونيز"، أحد الباحثين في جامعة أنطاليا، إلى أن السبائك النحاسية كانت الاكتشاف الرئيسي في الحطام: "من خلال تصنيف السبائك، قررنا أن السفينة كانت إحدى الناقلات التجارية في القرن السادس عشر قبل الميلاد. هذا اكتشاف يمثل سابقة في علم الآثار تحت الماء والفضل يعود لهذه النتائج".
تم تحديد عدد السبائك المرئية التي كانت السفينة تحملها من خلال عمليات مسح ثلاثية الأبعاد لحطام السفينة، والتي تم إجراؤها بواسطة استطلاعات السونار والفسيفساء الفوتوغرافية وأعمال المسح الضوئي للصور.
وجدت الأبحاث الأولية أن السبائك قد استخرجت من المناجم الموجودة في قبرص، وتم تشكيلها في القرن 15 أو 16 قبل الميلاد. وكانت على متن السفينة من أجل نقلها إلى شواطئ بحر إيجة أو كريت عندما غرقت السفينة.
وقال "أونيز": "من المحتمل أن تكون عاصفة قد حدثت أثناء سفر السفينة من قبرص -جنوب أنطاليا- إلى منطقة بحر إيجة -شمال غرب أنطاليا-. وكانت السفينة تحمل شحنة من سبائك النحاس ونوع هذه السبائك ساعدنا في تحديد عمر السفينة. إن هذه قد تكون أول سفينة في العالم تحمل بضائع صناعية". مضيفاً أنه سيشكل الآن فريقاً مع باحثين محليين ودوليين للعمل بمشروع مدته خمس سنوات من أجل مواصلة التحقيق في الحطام.
سابقا، اكتشف حطام سفينة تعود لعام 1400 قبل الميلاد. وتم العثور عليها، قبالة شواطئ أنطاليا، وظلّت هي الأقدم من نوعها حتى هذا الاكتشاف الأخير. تم تسمية حطام السفينة العتيقة "حطام سفينة أولوبورون" بعد اكتشافها في ذلك الموقع. التحف الأثرية الموجودة في الحطام، معروضة حالياً في متحف آثار تحت الماء، في منطقة بودروم في موغلا.
إذا تم تأكيد عمر السفينة المكتشفة حديثاً قبالة ساحل أنطاليا، فإن حطام السفينة الجديد سيكون أقدم من حطام سفينة تجارية يونانية عثر عليها قبالة ساحل البحر الأسود في بلغاريا العام الماضي. يعود تاريخ حطام السفينة اليونانية إلى أكثر من 2400 عام ووصف بأنه أقدم حطام سفينة في العالم.