في مثل هذا اليوم عام 1922.. البرلمان التركي يعين آخر خليفة للمسلمين
- ديلي صباح, إسطنبول
- Nov 19, 2018
في مثل هذا اليوم التاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1922 قام البرلمان التركي الذي كان هو من يدير البلاد فعلياً خلال فترة حرب الاستقلال بعقد جلسة لاختيار آخر خليفة للمسلمين، بعد إلغاء السلطنة بالدولة العثمانية والإبقاء على الخلافة فقط.
وفي الأول من نوفمبر عام 1922 أعلن البرلمان إلغاء السلطنة منهياً بذلك رسمياً الدولة العثمانية التي استمرت منذ 1299 حين تأسيسها على يد عثمان الأول.
وفي السابع عشر من الشهر نفسه غادر السلطان محمد وحيد الدين آخر سلاطين الدولة العثمانية، البلاد وبذلك أصبح منصب الخليفة أيضاً شاغراً نظراً إلى مغادرة السلطان الذي كان يجمع بين اللقبين بصفته سلطان للدولة وخليفة للمسلمين؛ الأمر الذي اضطر "محمد رفعت أفندي" المسؤول عن الشؤون الدينية آنذاك إلى إصدار فتوى في 18 نوفمبر تنص على ضرورة اختيار خليفة جديد للمسلمين خلفاً لمحمد وحيد الدين.
وبالفعل اجتمع المجلس في اليوم التالي لاختيار الخليفة الجديد. وكان هناك ثلاثة مرشحين سيتم الاختيار منهم وهم "عبد المجيد أفندي" ابن السلطان عبد العزيز، والأميران عبد الرحمن وسليم أبناء السلطان عبد الحميد الثاني.
وتم انتخاب عبد المجيد أفندي خليفة للمسلمين بـ 148 صوتاً من أصل 162.
في حين ذهب صوتان للأمير عبد الرحمن وثلاثة أصوات للأمير سليم، وامتنع 9 أعضاء بالبرلمان عن التصويت.
وتذكر بعض المصادر التاريخية أن مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك كان يؤيد فكرة بقاء السلطان الأخير محمد وحيد الدين في منصب الخلافة فقط، بعد إلغاء السلطنة إلا أن ذلك لم يتحقق.
عقب اختيار عبد المجيد أفندي خليفة جديداً للمسلمين تم إخباره بمجموعة من القواعد التي كان يتعين عليه اتباعها منها أنه لن يتدخل بأي حال من الأحوال في شؤون السياسة، وسيحتفظ فقط بلقب "خليفة المسلمين" دون إضافة أي ألقاب أو صفات أخرى.
في البداية اعترض الخليفة الجديد وحاول الاحتفاظ أيضاً بلقب "خادم الحرمين الشريفين" الذي كان يلقب به كل السلاطين والخلفاء العثمانيين اعتباراً من السلطان ياووز سليم بعد ضمه مصر وتوليه الخلافة، لكن لم يتسن له تحقيق مطلبه.
لم يمكث الخليفة الجديد في منصبه سوى سنة وبضعة أشهر أعقبها إلغاء الخلافة تماماً في 3 مارس/آذار عام 1924. وكان ذلك هو آخر يوم كان للمسلمين فيه خليفة حتى إن كان منصباً شرفياً.