نظمت في العاصمة القطرية الدوحة ندوة بعنوان "الاستثمارات في قرن تركيا"، بالتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وقال رئيس مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية براق داغلي أوغلو، إن المستثمرين يهتمون بشكل كبير بالإصلاحات في هيكلة الاقتصاد التركي، مؤكداً أن الاهتمام سيتحول في الفترة المقبلة إلى استثمارات مباشرة.
الإصلاحات التي تنفذها الحكومة التركية في الاقتصاد الوطني تتجه إلى تحفيز رؤوس الأموال الأجنبية على ضخ استثمارات في السوق المحلية، بالتزامن مع تقديم البلاد تسهيلات للمستثمرين.
المسؤول التركي أوضح أن "لدى المستثمرين انطباعا إيجابيا عن برنامج الحكومة الاقتصادي، على المدى المتوسط، ونرى أيضا أن هذا قد تحول إلى أرقام، وخصوصا المستثمرين بشكل مباشر الذين نتعامل معهم".
وقال: "يعلق المستثمرون أهمية كبيرة على أجندة الإصلاحات الهيكلية في تركيا، إنهم يهدفون إلى الحصول على حصة أكبر في مجالي سلاسل التوريد التركية، والرقمنة والاستدامة".
كما أنهم يتابعون إجراءات برامج الإصلاح عن كثب، "وسنرى هذا الاهتمام الوثيق يتحول إلى استثمارات مباشرة في الفترة المقبلة"، بحسب المسؤول التركي.
** الاستثمار في تركيا
المسؤول التركي كشف أن "حفلات استقبال (قرن تركيا) في عواصم معينة من العالم، جمعت المستثمرين لتذكيرهم بتركيا كدولة قابلة للاستثمار والحصول على حصة أكبر من استثماراتهم".
"قدمنا خلال هذه الحفلات معلومات عن ماهية استثماراتنا، أهدافنا في قرننا الثاني 'قرن تركيا' والذي سنبدأه تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان"، وفق داغلي أوغلو.
وزاد: "بدأنا حفلات استقبال 'قرن تركيا' في لندن، ونظمنا هذه البرامج في الدول الآسيوية التي لديها استثمارات في تركيا، ثم ذهبنا إلى أمريكا، وتتواصل حاليا في منطقة الخليج، وسنواصل العمل لجذب انتباه المستثمرين الدوليين إلى تركيا بموضوعات جديدة".
وأكمل أن "تشكيل سلاسل التوريد بشكل خاص يوفر فرصة استثمارية لنا، حيث تتمتع تركيا بميزة كبيرة في مواضيع الاستدامة.. تركيا استعدت لهذا الميدان في وقت مبكر جدا".
كذلك، يعد الاقتصاد الرقمي بندا هاما على جدول الأعمال في جميع أنحاء العالم، "وسنواصل جولاتنا الترويجية حول هذه المواضيع الثلاثة في الفترة المقبلة".
** بيئة مناسبة للاستثمارات
وفيما يخص الاستثمارات البارزة من قطر إلى تركيا، قال داغلي أوغلو إن "هناك استثمارات مهمة في قطاعات التمويل والبنية التحتية والتكنولوجيا والسياحة والصناعة التحويلية".
وذكر أن "أكثر من 200 شركة برأسمال قطري تعمل في تركيا.. يبلغ إجمالي الاستثمارات أكثر من 3 مليارات دولار، نرى أن الاهتمام الاستثماري مستمر في قطاعات مماثلة.. يمكننا القول إن المشاريع ستتركز في هذه القطاعات في المستقبل".
وتحدث المسؤول التركي عن الميادين التي تتمتع فيها تركيا بنقاط قوة ومزايا من حيث جذب المستثمرين الأجانب.
وأفاد بهذا الصدد: "تحاول جميع البلدان تحديث بيئتها الاستثمارية، وتشكيلها بالتوازي أو بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية، وتركيا حافظت دائما على تحديث بيئتها الاستثمارية وأوجدت مناخا صديقا للمستثمرين".
وتتمتع تركيا بإنتاجية عالية ولديها مجموعة عمالة عالية الكفاءة، تضاف إليها البنية التحتية القوية، والبنية الفوقية التي توفرها تركيا، وإمكانية الوصول اللوجستي إلى البلدان المحيطة.
وختم داغلي أوغلو بالقول: "بفضل الاستثمارات في الطاقة والبنية التحتية والمستشفيات والتعليم والبنية التحتية الرقمية، أصبحت تركيا الآن مركزا إقليميا، والموقع الجغرافي يعد عاملا يُحدث فرقا إيجابيا للمستثمرين".
وأقيمت في قطر قبل أيام فعالية عن الاستثمار في "قرن تركيا" الجديد، نظمتها سفارة أنقرة وجمعية رجال الأعمال القطريين، حيث تحتفل تركيا في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية.