أعلن مسؤول كبير من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن البنك يعتزم زيادة استثماراته في تركيا بشكل كبير هذا العام، بعد استثمار أكثر من 1.7 مليار دولار العام الماضي.
وخلال زيارة للبلاد ركزت على استجابة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للزلازل المدمرة التي وقعت الشهر الماضي والتي أودت بحياة أكثر من 54000 شخص جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، تحدث يورغن ريجتيرينك النائب الأول لرئيس البنك قائلاً إنهم يخططون لاستثمار ما يصل إلى 1.7 مليار دولار في المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا، ضمن حزمة تشمل خطوط الائتمان والاستثمار في البنية التحتية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وفي مقابلة بمكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في إسطنبول، قال ريجتيرينك: "سنشهد زيادة كبيرة في حجم استثماراتنا هذا العام".
وأجرى ريجتيرينك محادثات مع المسؤولين الأتراك والمؤسسات المالية وعملاء القطاع الخاص لمناقشة عمليات البنك واستجابته للإغاثة من الزلزال.
ويشمل مبلغ 1.7 مليار دولار المخصص للمنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا، إطاراً معتمداً بقيمة 642 مليون دولار سيتم إقراضها للبنوك من أجل مساعدة عملائها.
ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، يبلغ إجمالي الأضرار المادية المباشرة التي لحقت بالمنطقة التي ضربها الزلزال حوالي 34 مليار دولار، في حين أن تكلفة إعادة الإعمار قد تكون ضعف ذلك.
وقال ريجتيرينك إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يريد مواصلة مساعدة عملائه الحاليين، ليس فقط في المنطقة التي ضربها الزلزال ولكن في أماكن أخرى، مضيفاً أنه من المهم أن "يساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الوقت الحالي من حيث السيولة والتحمل ومستحقات الدفع".
وأوضح أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "مرتاح للغاية" ليس فقط من استثماراته الحالية، ولكن من احتمالية زيادة استثماراته لاحقاً، مؤكداً أن البنك ملتزم منذ فترة طويلة تجاه تركيا.
وقال: "في السنوات العشر الماضية شهدنا العديد من حالات الصعود والهبوط. وبالرغم من أن السنوات القليلة الماضية كانت التقلبات خلالها أكثر، إلا أننا لا نزال ملتزمين".
يُذكر أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية هو المستثمر المؤسسي الرائد في تركيا، حيث استثمر ما يقرب من 18.19 مليار يورو في البلاد منذ عام 2009، منها نسبة 93% في القطاع الخاص.
وخلال زيارتهم الأخيرة، التقى ريجتيرينك وفريق البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مع اتحاد بلديات تركيا ورئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين، لمناقشة المشاريع والأعمال الجارية. وأكد رئيس الوفد أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سيعطي الأولوية لمشاريع البنية التحتية، خاصة للبلديات وللسكك الحديدية.
مشيراً إلى أن العديد من الشركات في تركيا بدت مستعدةً جيداً للتعامل مع سيناريوهات الأزمات. وأضاف: "لكن الاستقرار مهم للبلاد ونأمل أن نرى المزيد منه في النصف الثاني من العام الجاري".