رغم ما فعلته جائحة كوفيد-19 من سلبيات على التجارة العالمية وسلاسل التوريد بشكل كبير، سجل المصدرون الأتراك أعلى الصادرات في الأشهر الأخيرة. ولكنهم يواجهون الآن مشكلة تتعلق بحاويات الشحن.
فقد خفضت الصين التي تهيمن على تجارة الحاويات العالمية، إنتاجها من الحاويات التي تنقل البضائع بحراً ما أدى إلى ارتفاع أسعارها من 2000 إلى 8000 دولار للحاوية الواحدة، الأمر الذي جعل العثور على حاويات فارغة صعباً ومكلفاً وأثّر سلباً على سير عمليات التجارة البحرية.
وجاء تحرك الصين في وقت تعاني فيه التجارة البحرية بالأساس من نقص في الحاويات، رغم أنها الطريقة الأقل تكلفة في نقل البضائع.
وأدى التباطؤ في الواردات إلى جانب زيادة صادرات تركيا إلى خلق مشكلة عدم القدرة على العثور على حاويات فارغة، وزاد قلق الشركات التركية بشأن الطلبات الموجودة في المستودعات.
وفي محاولة لحل المشكلة، أعلنت وزارتا الصناعة والتجارة التركيتان أنهما بدأتا مفاوضات مع الشركات المصنعة المحلية لإنتاج حاويات الشحن.
وتأمل شركتا "Dorçe" و"Karmod" المحليتان اللتان تنتجان الحاويات منذ سنوات وهما رائدتان في هذا المجال، في إنتاج الحاويات المخصصة للشحن البحري الدولي. وذكرت الشركتان أنه يجب الحصول على شهادة CSC التي صدرت في أعقاب الاتفاقية الدولية للحاويات الآمنة عام 1972، قبل أن تبدآ بإنتاج حاويات الشحن الدولية، وأبدت الشركتان استعدادهما للاستثمار في هذا المجال.
وقال مسؤولون من الشركات المصنعة المحلية إنهم مستعدون للاستثمار والإنتاج لكنهم بحاجة إلى الحماية في حال اختارت الصين زيادة الإنتاج.
وفي شرحها لأهمية الحصول على شهادة "CSC" من أجل إنتاج الحاويات، قالت "سهيلة جيبي" رئيسة شركة Dorçe: "لا يمكن تحميل حاويات الشحن على السفن الدولية إلا بهذه الوثيقة التي تشبه لوحة السيارة".
وأوضحت "جيبي" أن الشركة لديها الأموال الإضافية المطلوبة للحصول على الوثائق، لكنها لا تريد إنفاق المبلغ دون جدوى.
موضحةً أن الصين تنفذ 85% من تجارة الحاويات في العالم لكنها قلصت الإنتاج بنسبة 40% خلال الوباء. وأشارت إلى أن شركتها لديها خطة مدروسة جيداً و"إذا تم استيفاء الشروط المناسبة، فسنبدأ الإنتاج بسرعة".
وأضافت: "يتراوح الطلب السنوي على الحاويات في تركيا بين 5-10 آلاف حاوية إذ أننا بحاجة أيضاً إلى تصدير منتجاتنا".
أما "محمد جانكايا" الرئيس التنفيذي لشركة "Karmod" فأوضح أن شركته تنتج منذ سنوات حاويات شحن مخصصة للجيش التركي وهيئة "آفاد" للكوارث والطوارئ في البلاد، مضيفاً أن لديهم البنية التحتية اللازمة لإنتاج حاويات الشحن الدولية.
لكنه أشار أنه قبل ثلاث سنوات، كانت شركة في ولاية إزمير تنتج حاويات شحن دولية بتكلفة 1200 دولار وتبيعها مقابل 1500 دولار، وأنها أفلست عندما خفضت الصين أسعار الحاويات إلى 800 دولار مع الإغراق، لذلك، أكد "جانكايا" على ضرورة الحصول على حماية وزارة الصناعة التركية لضمان الاستمرار بالإنتاج.
وأكدت وزيرة التجارة التركية "روهصار بكجان" مؤخراً عزم الوزارة على دعم مصنعي الحاويات المحليين بالتشارك مع وزارة الصناعة.
وقالت بكجان: "هناك نقص في المعروض في السوق وليس من الصعب إنتاجه. لدينا بالفعل شركات تنتج هياكل وحاويات مسبقة الصنع في جميع أنحاء العالم".
