اجتماع لمجموعة العشرين وسط مخاوف من حرب تجارية مع الولايات المتحدة
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Mar 17, 2017
يجتمع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين الأكثر ثراء في العالم، يومي الجمعة والسبت، في مدينة بادن بادن في ألمانيا، وسط مخاوف من حرب تجارية نتيجة سياسة "أمريكا أولاً" التي تنادي بها الإدارة الأمريكية الجديدة.
الواقع أنه منذ توليه الحكم في كانون الثاني/يناير الماضي، لم تحتك مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعارضة للتقاليد السائدة على صعيد التجارة الدولية أو معدلات الفائدة، فعلياً بَعد بالواقع الجيوسياسي والدبلوماسي؛ لكن الوقت حان لاختبار هذه المواقف خلال هذا الاجتماع. إذ يشارك فيه لأول مرة وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشين، حيث سيحاول أن يعرض خلاله توجهات رئيسه المخالفة لعقيدة مجموعة العشرين القائمة على مبدأ التبادل الحر.
وفي تحرك غير معتاد يشير إلى التوتر القائم حيال هذه المسألة، أعادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الصيني شي جينبينغ التأكيد خلال محادثة هاتفية الخميس على "التبادل الحر"، بحسب بيان صدر من مكتب ميركل. وأوضح المتحدث باسم المستشارة الألمانية أن المسؤولين يعتزمان "المضي بثقة في العمل المشترك خصوصا في إطار الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين".
تشمل العقيدة الليبرالية للمجموعة عدة مبادئ كما أن عليها دفع عدة ملفات طويلة الأمد قدما مثل مكافحة التهرب الضريبي والضوابط المالية.
وأمام وزراء المالية مهلة يومين من أجل الاتفاق على بيان ختامي ستكون كل كلمة فيه موضوع نقاش ومقترحات ومقترحات مضادة، وسيتم اعتبار أي تعديل لمصطلحات عقيدة مجموعة العشرين بعد انتهاء القمة بعد ظهر السبت أنه نتيجة "تأثير دونالد ترامب".
وقد عقد كبار مساعدي وزراء مالية المجموعة اجتماعا يومي الأربعاء والخميس من أجل إزالة أكبر قدر ممكن من العقبات، لكن المهمة تبدو صعبة.
فبحسب معلومات أوردتها صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الاقتصادية، برز خلاف منذ مساء الأربعاء حول مسألة التبادل الحر إذ تريد بعض الدول ذكر مبدأ التبادل الحر بوضوح بينما ترفض الولايات المتحدة اتخاذ موقف معاد للحمائية.
ويشكل رفض الحمائية صيغة معتمدة منذ فترة طويلة في بيانات مجموعة العشرين.
وتم التباحث في إمكانية عدم قيام الوزراء بحسم مسالة التبادل الحر وترك هذه المهمة لاجتماع قادة دول المجموعة المقررة في هامبورغ في تموز/يوليو المقبل مما يذكر بانشقاق كبير بين الولايات المتحدة وشركائها.
وصرح وزير المالية الفرنسي، ميشال سابان، بعيد وصوله إلى بادن بادن: "أعتقد أنه من الممكن ألا تكون الولايات المتحدة قادرة اليوم على تحديد إرادتها في ما عدا التصريحات البسيطة على تويتر"، في إشارة إلى عادة ترامب في التعبير عن مواقفه عبر التغريدات.
ولا شك في أن هامش التحرك الذي يتمتع به وزير الخزانة الأمريكية ضيق جدا؛ إذ صرح الخميس في برلين "هدفنا ليس الخوض في حروب تجارية" وذلك إثر لقاء مع نظيره الألماني فولفغانغ شويبله. بينما صرح هذا الأخير أن سياسة التقوقع على النفس أمنياً وقومياً ليست بالأمر الإيجابي مشيراً إلى أن دول العشرين مرتبطة ببعضها بعضاً أكثر من أي وقت مضى.