توفر ورش إعادة تدوير العلب المعدنية وتحويلها لأواني مطبخ فرص عمل للعشرات في مناطق شمال غربي سوريا.
وأسس هذه الورش نازحون يقيمون في محافظة إدلب وريف حلب ويعمل فيها العشرات من النازحين وسكان المنطقة، وتدر عليهم دخلاً معقولاً لإدامة حياتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مناطقهم.
وتجمع علب الدهان والسمنة والجبنة والمشروبات من مراكز تجميع القمامة، وتباع لهذه الورش التي تقوم بتحويلها إلى أواني مطبخ بعد مرورها بعدة مراحل، وبذلك يكون قد تم التخفيف من التلوث البيئي الذي تسببه هذه النفايات بعد تحويلها إلى مواد نافعة.
وتجري في المرحلة الأولى تنظيف العلب بشكل جيد، ومن ثم تذويبها في أفران خاصة وتحويلها إلى سبائك ألمنيوم، ويجري بعدها إرسالها إلى ورش تصنيع الأواني المنزلية في مدينة الباب بريف حلب.
صعوبات كبيرة
في ورش تصنيع الأواني يتم ضغط السبائك المستخلصة من المخلفات المعدنية وقطعها وتصنيع أواني المطبخ مثل الطناجر وأباريق الشاي والصحون، ويجري بعد ذلك إرسالها للأسواق وبيعها حيث توفر قسم من احتياجات المنطقة من الأواني.
وأفاد النازح محمد أبو داوود، بأنه عندما اضطر للنزوح إلى منطقة معرة مصرين بريف إدلب أسس ورشة لإعادة تدوير العلب المعدنية.
وأشار أبو داوود إلى أن 13 عاملاً يعملون في ورشته، موضحاً أن المواد المذابة الخارجة يتم صبها في قوالب وتبريدها لمدة ساعتين.
وذكر أبو داوود أنهم يحصلون على نحو 15 طن من الألمنيوم بالشهر، مشيراً إلى صعوبات كبيرة يواجهونها خلال عملية إعادة التدوير.
وتتمثل الصعوبات بحسب أبو داوود بغلاء أسعار المحروقات وتدني الأجور وضعف الطلب في السوق، ما يضطرهم أحيانا إلى تخزين قسم من إنتاجهم لعدم تمكنهم من بيعه.
إعادة تدوير
النازح صالح علوش الذي ترك مدينته حلب هرباً من قوات النظام، أسس ورشة لصناعة أواني المطبخ يعمل فيه 55 شخصاً.
وأوضح أنه يتم معالجة طن ونصف من الألمنيوم في ورشته يومياً حيث يجري تأمينها من ورش إعادة التدوير.
وشرح علوش مراحل تصنيع الأواني قائلاً: "نسكب قوالب الألمنيوم ونعطيها أشكال متعددة ومن ثم نقوم بالضغط على الأشكال لتسوية سطحها، ومن بعدها يجري صنع الطناجر وأباريق الشاي والصحون والمعالق وأواني المطبخ الأخرى".
رضا الله غالب، أب لـ5 أطفال ويعيش في منطقة معرة مصرين، أفاد بأنه يقوم بجمع الخردة الألمنيوم و العلب المعدنية لتوريدها لصالح ورش إعادة التدوير.
وأوضح غالب أنه يكسب يومياً 80 ليرة تركية (نحو 3 دولارات) لافتاً إلى أنهم يعيشون بفضل بيع المواد القابلة للتدوير، مشيرا إلى أن "جمع الخردة وبيعها أفضل من العيش على الدين".