لا يُظهر الاهتمام الكبير للنساء في صناعة الطيران في السنوات الأخيرة أي علامات على التراجع، مع تزايد أعداد النساء في تركيا وفي جميع أنحاء العالم اللائي يظهرن رغبة قوية في ممارسة مهنة تتعلق بالقيادة الجوية وخدمات الطيران، وفقاً لتقارير إعلامية.
ويُنظر إلى صناعة الطيران عموماً على أنها مهنة يسيطر عليها الذكور، لكنها تشهد الآن عدداً ملحوظاً من الإناث اللائي يخترن وظائف في هذا القطاع.
ووفقاً لتقرير حديث أوردته وكالة الأناضول، هناك ما لا يقل عن 329 طياراً من الإناث، يعملن في شركة الخطوط الجوية التركية، الناقل الوطني في تركيا.
إحدى هؤلاء الطيارين هي "بلغين أيهان"(38 عاماً)، التي اختارت الانطلاق في عالم الطيران بعد أن عملت كموسيقية لفترة من الوقت، وبعد تخرجها من قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات في جامعة إسطنبول التقنية، عملت أيهان كموسيقية وتقدمت بطلب للحصول على برنامج التدريب الذي تقدمه الخطوط الجوية التركية، بعد مشاهدة إعلان على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي حديثها إلى الإعلام المحلي، قالت أيهان التي كانت تعمل في رحلات طويلة منذ عام 2017، أنها تقدمت بطلب للحصول على الوظيفة بعد استشارة صديقها في مراقبة الحركة الجوية الذي يعمل في الصناعة بالفعل "على الرغم من أسئلة مثل هل هي وظيفة ستبعدني عن الفن أم يمكنني متابعة كليهما؟ انتهى بي المطاف بالتقدم للمنصب".
وأضافت: "لقد تم قبولي في أكاديمية الخطوط الجوية التركية، وبعد برنامج تعليمي تجريبي لمدة عامين، ما زلت أقود طائرة إيرباص 330-350".
وأوضحت أيهان أن عائلتها فوجئت في البداية بقرارها، لكنهم في النهاية قاموا بدعمها لأنهم يعتقدون "إذا كانت بلغين مصممة على القيام بهذا العمل، فهي بالتأكيد قادرة على النجاح".
وأشارت أيهان إلى أنها تقضي وقت فراغها في العزف على الفلوت وتواصل العزف في أوركسترا في مدرسة الفنون الجميلة، إضافةً إلى أنها تستمتع بكونها طياراً، وأوضحت أن "القيادة فن، قائلة : "وأنا أرفع الطائرة التي تزن 250 طناً وأطير بها وأعمل على هبوطها بأمان. إنها عملية مثيرة للغاية".
وأكدت أنها تقوم أحياناً برحلات يمكن أن تستمر حتى 13 ساعة، وأنها بناءً على الاتجاه الذي تسافر إليه وموقع الشمس، قد تشعر أن الرحلات تستغرق وقتاً أطول، لكن الإدارة تضمن للطيارين دائماً أخذ قسط كافٍ من الراحة بين الرحلات الجوية، كي لا تتعرض الرحلة التالية للخطر.
من جانبها، أشارت بينار جيتين قائدة طائرة أخرى تعمل في الخطوط الجوية التركية، تبلغ من العمر 35 عاماً، إلى أنها تحولت من مضيفة مقصورة إلى طيار.
وصرحت جيتين، الحاصلة على درجة الماجستير في إدارة الاتصالات التسويقية، أنها دخلت المقصورة وعمرها 22 عاماً وبدأت العمل في قمرة القيادة بعد حصولها على البرنامج التعليمي المطلوب، موضحةً أنها كانت مهتمة بالطيران منذ سن مبكرة لأن والدها كان تقنياً في المطار.
وقالت جيتين إنها تقدمت بطلب للحصول على وظيفة مضيفة طيران بتوجيه من والدها: "لقد كان شعوراً رائعاً جداً أن أكون في المقصورة، لطالما أحببت وظيفتي فأنا أحب التواصل وأحب أن أكون في كل مكان على متن الطائرة".
وأضافت: "لقد كانت مهمة ممتعة للغاية بالنسبة لي أن أمثل شركة الخطوط الجوية التركية الناقلة الرئيسية لدينا، في جميع أنحاء العالم لمدة 7 سنوات".
وأكدت جيتين أن كونك طياراً يمكن أن يكون أمراً صعباً بسبب المستويات العالية من الضغط وجداول النوم غير المنتظمة. ومع ذلك، فقد سلطت الضوء أيضاً على الجانب الإيجابي من الوظيفة، وهو أن الطيارين لا يضطرون إلى العمل كل يوم في وقت محدد، وفي بعض الأحيان يمكنهم أخذ إجازة خلال أيام الأسبوع.
وأكبرت جيتين دعم عائلتها لها حيث كان والدها فخوراً بها بشكل خاص، وأوضحت أن الذين يريدون أن يصبحوا طيارين سيحققون بالتأكيد النجاح إذا أظهروا ما يكفي من التصميم والصبر خلال هذه العملية.