فنان تركي يقيم "خيمة فنية" للأطفال في منطقة الزلزال
- ديلي صباح, إسطنبول
- Mar 31, 2023
على مدى 40 يوماً ظل المغني الشعبي البارز "ياووز بينغول" وفريقه يلامسون قلوب وأحاسيس الناس من جميع الأعمار، وخاصة الأطفال منهم والشباب في منطقة الزلزال، بخيمتهم الفنية التي أقاموها في كلٍ من هطاي وقهرمان مرعش اللتين ضربتهما الكارثة.
وراح المطرب المشهور وفريقه ينظمون أنشطة فنية متنوعةً تتراوح بين عروض الرسوم المتحركة وعروض الدمى إضافةً للعروض المسرحية والسينمائية للبالغين، في الاستوديو الفني المؤقت الخاص بهم. وبالإضافة إلى ذلك، تستعد جوقة الأطفال بمساهمة مدرسي الموسيقى المتطوعين، للإحتفال بيوم الطفل والسيادة الوطنية الذي يصادف 23 أبريل/نيسان، والذي يتزامن مع ثالث أيام عيد الفطر السعيد.
وحول تأثير الموسيقى والأعمال الفنية المختلفة على المنكوبين في المناطق المتضررة قال "بينغول": "لم نكن نتخيل أننا سنواجه مثل هذه الكارثة الهائلة في الأيام الأولى للزلزال. لقد شاهدت كل شيء، الألم والفرح والأشخاص الذين يعملون هنا بشكل تطوعي. كنا نحاول رفع الروح المعنوية للناس الذين يعيشون في الخيام ومدن الحاويات، وكانت الحكومة تحاول تلبية جميع احتياجاتهم. وفكرت أيضاً في ما يمكنني فعله بشكل شخصي، وقررت إنشاء خيمة تتعلق بعملي وتقديم الدعم النفسي للأطفال وتخفيف آلام هذه الكارثة عليهم وعلى الشباب الذين تخلفوا عن الركب".
"لقد شكلت فريقي ووضعت خطة طويلة المدى تتيح لنا دعم ضحايا الزلزال حتى يستقروا في مساكن مؤقتة ودائمة. فنصبنا خيمتين، إحداها في مدينة الخيام داخل ملعب قهرمان مرعش، والأخرى في إسكندرونة، وقمنا بتركيب أنظمة الصوت في خيامنا وعينا 6 موظفين".
وعلى مدار الأربعين يوماً الماضية، كان الفريق الفني المتطوع يقدم الرسوم المتحركة وعروض الدمى للأطفال المتضررين من الزلزال. وفي المساء كانوا يقدمون مجموعة مختارة من أفلام السينما التركية للكبار. فيما شكل "بينغول" بنفسه جوقة موسيقية شعبية صغيرة، وقام بتدريس أغاني شعراء المدينة المحليين.
وحول نظرية العلاج من خلال الموسيقى، قال "بينغول": "أنا أتجول في القرى وأوزع طرود الطعام لشهر رمضان. آمل أن نتغلب على هذه الكارثة الهائلة من خلال مشاركة أحزاننا والوقوف متضامنين كأمة. أنا أؤمن بقوة الفن وأعتبر الموسيقى من أهم الأشياء القادرة على التغيير".
أما عن مشروعه فهو يرى أنه أداة مهمة توفر بيئة علاجية للأطفال، و بسبب أننا نقيم في بلد معرّضٍ للزلازل، فيجب أن نكون مستعدين لهذا الأمر دائماً.
ومن خلال شعار "بناء القلوب وليس المباني"، يسعى "بينغول" وفريقه جاهدين لتوفير الحب والمحادثة والفرص والأمل في أعقاب الكارثة.
وختم بالقول: "لقد علمت أن بعض أصدقائنا الفنانين قد زاروا منطقة الزلزال. وأنا أدعو أولئك الذين لم يأتوا أن يروا هذه الأماكن بالتأكيد. إنها تجربة حياة لا تُنسى. ومن المهم أيضاً تجربة تلك اللحظة الجميلة من السعادة وسط المعاناة. فالناس أحياناً لا يستطيعون احتضان السياسيين، لكنهم عندما يرون فناناً، فإنهم يحتضنونه ويبكون. من المهم جداً التواصل مع الناس".