شاب صومالي يحول شغفه بإصلاح "الدرون" إلى تصنيع طائرات مسيرة
- وكالة الأناضول للأنباء, مقديشو
- Mar 29, 2023
شغف التصميم وصناعة الطائرات الورقية منذ الطفولة دفع الشاب الصومالي عبد السلام حسن، وبإمكانات محلية متواضعة، إلى إبداع وصناعة طائرات بدون طيار "درون" تؤدي أدواراً مختلفة.
واتخذ الشاب عبد السلام، الذي تخرج من كلية تكنولوجيا المعلومات بإحدى الجامعات المحلية، زوايا في منزله ورشة عمل لصناعة الطائرات، ليحقق فيها حلماً كان يراوده منذ الطفولة.
ويعكف الشاب الموهوب بإمكانات محلية على قطع مقاسات مختلفة من البلاستيك محاكياً الطائرات المسيرة العالمية، وبعد فشل تجارب كثيرة، نجح أخيراً في إنتاج أول طائرة مسيرة مزودة ببطارية، تحلق 25 دقيقة.
تحديات جمة واجهت صناعة الشباب الصومالي لطائرة مسيرة، إلى جانب عدم توفر بعض القطع الأساسية لصناعتها في اليمن.
البداية بإصلاح "الدرونات"
وبعد تلقيه دورات في إصلاح الطائرات المسيرة عن بعد، من خلال مواقع مجانية وأخرى مدفوعة، بدأ عبد السلام، في خوض تجربة إصلاح الطائرات المسيرة التي يزداد استخدامها في مجال التصوير في العاصمة الصومالية مقديشو.
وقال عبد السلام، في حديث لوكالة الأناضول، إن "تعلقي بصناعة الطائرات دفعني يوماً إلى البحث عن مواقع إلكترونية متخصصة لاكتساب معلومات قد تفيدني أكثر في عالم صناعة الطائرات"، مضيفاً: "الحمد لله، وجدت دورات متنوعة عبر اليوتيوب ومواقع أخرى لتعليم صيانة وإصلاح الطائرات المسيرة، وتعلمت منها الكثير في هذا المجال".
وأردف "بدأت في العمل على إصلاح وتشغيل الطائرات المسيرة المعطلة مقابل مبلغ مالي".
ومع اكتسابه خبرة في المجال، صار عبد السلام، شخصاً موثوقاً لإصلاح طائرات "درون"، حيث يستقبل الكثير من الطلبات يومياً، حتى فكر في صناعة أجزاء من الطائرات تحاكي الطائرات المسيرة.
شغف التصنيع يتحول إلى حقيقة
من إصلاح طائرات الدرون، إلى تجربة صناعة طائرات مسيرة متعدد الأغراض بعد محاولات دامت نحو عام، قضى فيها عبد السلام، كثيراً من الوقت في ورشة بمنزله بحي "كاران"، شرقي مقديشو.
"التجربة الأولى مفتاح لكل شيء، وقد تكون حجر عثرة أمام أحلامك فتتوقف عن كل شيء"، بهذه العبارات عبر عبد السلام، للأناضول، عن سعادته بتحويل شغف طفولته إلى حقيقة ملموسة.
وقال إن "خبرته في إصلاح الطائرات المسيرة، وتفننه (في صناعة) مكوناتها وأحجامها ووحدة تحكمها ومحركاتها، مكنه من صناعة طائرة مسيرة تضاهي نظيرتها في العالم من حيث الأداء والفعالية.
عبد السلام، كشف أن مكونات الأجزاء الخارجية للطائرات متوفرة في اليمن، حيث يستخدم الأجهزة الإلكترونية التالفة والبلاستيك، لكن فيما يخص الأجزاء الداخلية في الطائرة؛ من المحرك، والمراوح، ومتحكم الطيران، والبطارية، ووحدة تحديد المواقع، كلها مستوردة من الخارج.
وأشار إلى أنه يصرف مئات الدولارات لجلب الأجزاء الداخلية للطائرات التي يريد صناعتها، ما شكل عائقاً أمام إبداعاته.
وتابع أن "الطائرات التي يصنعها سواء من طائرات الدرون، أو ذات المراوح الأربعة (Quadcopter) مستوحاة من نظيرتها العالمية من حيث المقاسات والفعالية".
ولفت عبد السلام، إلى أنه صنع "طائرة درون محاكاة من الطائرة المسيرة الأمريكية إم كيو-9 ريبر، ذات الحجم الأكبر".
6 طائرات
تمكن عبد السلام، منذ بداية صناعته للطائرات المسيرة قبل 5 أعوام، من إنتاج نحو 6 طائرات بدون طيار، منها 4 طائرات مسيرة، ومروحيتان مسيرتان.
ويقول إن "الطائرات المسيرة التي صنعها تم برمجتها في نوعين، نوع يحتاج إلى مدرج للإقلاع، وهي طائرات درون ذات أجنحة ثابتة (Fixed Wing)، ونوع آخر من طائرات المراوح الأربعة، التي تقلع وتهبط عمودياً دون مدرج".
كما تختلف أدوار الطائرات الستة التي أنتجها عبد السلام، بين ما تؤدي دور الاستطلاع وجمع المعلومات، وأخرى تستخدم لتوصيل الأغراض، فيما تستخدم أخريات لرش الزراعة والإطفاء، وتحلق معظمها ما بين 10 إلى 25 دقيقة، نظراً لأن التحليق لساعات طويلة مرهون بمدى قدرة البطارية.
وأطلق عبد السلام، على الطائرات التي صنعها أسماء شخصيات صومالية مشهورة، حيث سمى إحدى الطائرات المسيرة "أصلي حسن، أول امرأة قادت طائرة حربية في إفريقيا والوطن العربي.
طموح لتصنيع "درونات" عسكرية
يسعى الشاب عبد السلام، إلى تحقيق طموحاته في صناعات الطائرات المسيرة، إلى جانب المساهمة في حصول بلاده على طائرات بدون طيار عسكرية كغيرها من دول العالم في المستقبل.
وتحدث الشاب الصومالي عن شغفه بعالم التكنولوجيا، وتحقيق تطلعاته رغم كل التحديات، رغم إدراكه أن صناعة الطيران تحتاج إلى خبرات أكبر مما يتمتع به.
وطالب حكومة بلاده بدعم قدراته في صناعة الطيران، من خلال توفير منح دراسية في الخارج، لاكتساب خبرات إضافية تمكنه من تطوير مهاراته التكنولوجية.
تحديات وصعوبات
لكن إبداعات الشاب عبد السلام، تصطدم بتحديات جمة، أبرزها العائق الأمني، إلى جانب عدم توفر مكونات وقِطع غيار الطائرات التي تتطلب منه استيرادها من الخارج، رغم ضعف قدرته المالية.
ويقول إن اختراعاته تفتقر إلى رخصة رسمية وساحات للتجارب، كمدرج للإقلاع، حيث يواجه عوائق أمنية كبيرة لتجربة ما أنتجه من طائرات بدون طيار، ليلجأ أخيراً إلى ساحل "ليذو" بمقديشو لتجربة طائراته.
عدم توفر المكونات اللازمة لتركيب الدرونات تدرج ضمن التحديات التي يواجهها عبد السلام وورشته، حيث يطلبها من الأسواق الخارجية، مثل الصين بأسعار قد تفوق طاقته.
وفي ظل غياب جهات رسمية أو مؤسسات خاصة في البلاد لدعم الإبداعات الشبابية، يخشى عبد السلام، وغيره من الشباب المبدعين، من شبح ضياع أمنياتهم.