تحت اسم "الأفغانيات الحالمات" تبرز مجموعة من الفتيات بمشاريعهن واختراعاتهن الابتكارية، واللاتي يتخذن من الدوحة مركزاً لهن، كما يحظين بدعم من دولة قطر.
وتعد قصة تلك الفتيات مصدر إلهام لمثيلاتهن في تحقيق أحلام المستقبل عبر اختراعات وابتكارات علمية قمن مع عدد من الشباب الأفغان بتطويرها في السنوات الأخيرة في سن صغيرة حيث تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا.
** فريق الحالمات
واشتهر الفريق المنحدر من مدينة "هرات" غربي أفغانستان أول مرة في عام 2017 بعدما فاز بجائزة في مسابقة دولية للذكاء الآلي، وكان إنجازه رمزا للنجاح وفخرا للفتيات الأفغانيات.
وتصدر فريق "الحالمات الأفغانيات" عناوين الأخبار في العالم عام 2017، بعد رفض منح ستة من أعضائه تأشيرات دخول للولايات المتحدة للمشاركة في مسابقة دولية، قبل دعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السلطات إلى مراجعة قرارها، لتمكين الفريق من المشاركة في المسابقة الدولية التي نظمتها منظمة "فرست جلوبال" بمشاركة 164 دولة للمنافسة في سلسلة من ألعاب الروبوتات.
** قطر وفريق الحالمات
وساعدت قطر في إجلاء فتيات فريق "الحالمات الأفغانيات" واستضافتهم في الدوحة إبان خروج الجيش الأمريكي من البلاد في أغسطس/ آب 2021.
ومنحت دولة قطر فريق الفتيات الأفغانيات الذي يعمل في مجال علم التحكم الآلي وتطوير الروبوتات، منحة أكاديمية لمواصلة مسيرته التعليمية، من خلال شراكة استراتيجية بين مؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية.
** ابتكارات
وفي يوليو/ تموز 2020، كشف الفريق النقاب عن آخر ابتكاراته، المتمثل في جهاز تنفس مفتوح المصدر ومنخفض التكلفة، باستخدام قطع سيارات، وسط محاولة السلطات الأفغانية الصحية زيادة القدرات الاستشفائية لمكافحة جائحة كورونا.
وتستعمل الفتيات قطع سيارات، لإنتاج نموذج أولي بدأن بتصميمه عقب دعوة حاكم هرات للحصول على مزيد من أجهزة التنفس في ظل تزايد أعداد المصابين بالفيروس.
واستغرق الفريق ما يقرب من أربعة أشهر لوضع اللمسات الأخيرة على الجهاز الذي يعتمد جزئيًا على تصميم معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا"، بإرشادات من خبراء في جامعة هارفارد الأمريكية.
وعملت الفتيات على ابتكار جهاز سهل الحمل ويمكن تشغيله ببطارية تعمل لمدة عشر ساعات وتبلغ تكلفة تصنيعه حوالي 700 دولار بالمقارنة مع سعر الجهاز التقليدي البالغ 20 ألف دولار.
والتقى مراسل الاناضول فريق الفتيات الأفغانيات على هامش المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة بين 5-9 مارس/آذار الجاري.
** ذوات مواهب
تركّز الفتيات الأفغانيات على تحقيق أهدافهن وطموحاتهن المتنامية باستمرار، على الرغم من أنهن يشعرن بالاشتياق إلى الوطن ويتمنين لو أن الأمور كانت مختلفة.
وقالت آسفة أميني، من أفراد الفريق: "نحن فريق الحالمات الأفغانيات، نتواجد هنا لإظهار علمنا وجهودنا ونثبت أن هناك فتيات في أفغانستان لديهن القدرة والموهبة ككل فتيات العالم".
وأضافت أميني: "نستعرض مشروعاتنا التي حققناها، وقمنا بتطويرها مثل الروبوت الزراعي الذي سيساعد المزارعين في حصاد المحاصيل، والروبوت الذي يستطيع الكشف عن الألغام الأرضية".
وأردفت: "وأيضاً روبوت يعمل على تطهير الأشعة فوق البنفسجية"، و"كرسي متحرك يمكن التحكم فيه عن طريق حركة العين".
وقالت: "نحن محظوظات جداً وأتينا إلى هنا بدعم من حكومة قطر ونحن ممتنات لها حقًا لأنه يمكننا الآن مواصلة تعليمنا وتحقيق أحلامنا".
وتابعت أميني: "كانت أذهاننا تعج بالأفكار (..) الآن أصبح لدينا وصول أسهل بكثير إلى كلّ الأدوات التي نحتاج إليها".
وأردفت: "لقد سمح لنا التواجد في قطر وفي مؤسسة قطر بتحقيق أحلامنا والسعي لنكون التغيير الذي نرغب في رؤيته".
وأكدت أميني على أهمية إتاحة إمكانية الوصول إلى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.