تحت مظلة القيادة العامة لقوات الدرك التركي، تلعب الكلاب البوليسية المتخصصة بالبحث عن الجثث تحت الماء دوراً هاماً ومحورياً في العثور على جثث مفقودة.
كما أنها تعتبر عنصر مساعد للدرك التركي في مهامه الصعبة بمناطق الكوارث والفيضانات.
هذه الكلاب تعرف بمهارتها بالبحث عن الجثث في الأعماق واكتشاف الجثث المنجرفة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، ما يمثّل دعماً خاصاً لفرق البحث والإنقاذ.
** تدريبات تحاكي الواقع
وسائل إعلامية محلية رصدت أنشطة التدريب الصعبة التي تخضع لها الكلاب البوليسية المتخصصة بالبحث عن الجثث تحت الماء.
وفي إطار برنامج تدريبي محدّد، يصطحب مدرّبون متخصصون في قيادة قوات الدرك، الكلاب البوليسية إلى موقع التدريب في بحيرة "ماوي كول" القريبة من العاصمة التركية أنقرة.
وخلال أنشطة التدريب، تمكنت الكلاب البوليسية، وفي وقت قصير للغاية، من تحديد مكان جثة اصطناعية تم تثبيتها في عمق البحيرة لأغراض تدريبية.
وتخضع الكلاب البوليسية في مركز تدريب الخيول والكلاب التابعة لقوات الدرك، لبرامج تدريب متواصلة تستمر حتى نهاية حياة الكلاب.
هذه التدريبات تهدف إلى زيادة مستوى إدراك الكلب للمخاطر والمهام المطلوبة، وتطوير مهارات هذه الحيوانات في أداء المهام المطلوبة، وفي مقدمتها البحث عن الجثث تحت الماء.
وقبل اعتمادهم مدربين رسميين، يتلقى الموظفون الذين يتعاملون مع الكلاب البوليسية في الميدان أو حقول التدريب، تدريبات مكثّفة على توجيه الكلب والتعامل مع حالاته النفسية.
وتظهر الكلاب المدرّبة نجاحًا في اكتشاف الجثث المفقودة منذ فترات طويلة تحت سطح المياه، خاصة المياه غير الصافية حيث تكون الرؤية محدودة، وذلك بفضل أنوفها الحساسة.
مهام حساسة
قائد فريق البحث والإنقاذ للكلاب في القيادة العامة للدرك التركي، الرقيب الأول كرم إيشيق، قال إن اختيار الكلاب البوليسية المتخصصة بالبحث عن جثث الغرقى، يتم بعناية لانتقاء أفضل الكلاب التي لا تخاف من الماء.
وذكر إيشيق أن هناك ما يكفي من الكلاب التي يتم تدريبها واستخدامها في هذا المجال.
وتضطلع هذه الكلاب "بمهام حسّاسة"، خاصة في إطار البحث عن الجثث المغمورة بالمياه الراكدة، وتساهم أيضاً في اكتشاف تلك الجثث في وقت قصير.
وحول المعدّات التي تزوّد بها الكلاب خلال عمليات البحث، قال إيشيق: عند تنفيذ عمليات في المياه، يتم استخدام الجوارب ذات نعل مطاطي إلى جانب سترات نجاة خاصة بالكلاب.
وختم إيشيق قائلا: تمكنت الكلاب المدرّبة من الوصول إلى 10 جثث كانت مفقودة بسبب فيضانات تعرّضت لها مناطق تركية مختلفة منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي.