بالرغم من تعرضه لبعض النظرات الغريبة من حين لآخر، إلا أن المتطوع السوري أسامة شافعي يحظى بتقدير الناس واستحسانهم لما يفعل بالعموم.
وقد يتوقف الرجل البالغ من العمر 59 عاماً بشكل فجائي مع وجود صندوق أدوات على خصره ومطرقة في يده، ليزيل مسماراً عالقاً أو يصلح جزءاً من رصيف تصدعت إحدى أحجاره فيسحبها بعناية ويستمر في المشي.
وشافعي لاجئ سوري، وهو متطوع في ولاية ديار بكر جنوب شرق تركيا، يحب فعل الخير ويجد في ذلك سلوانه ورسالةً سامية يقدمها للمدينة التي احتضنته بعد نزوحه من بلاده التي اشتعلت فيها الحرب قبل عقد من الزمن، كما أنه يسارع بواسطة بعض الأدوات البسيطة لإزالة المسامير والبراغي والأشياء الأخرى التي تبرز من الأرصفة، والتي غالباً ما تكون قد تُركت من حاجز أو طريق مهمل، لكنها تؤدي إلى تعثر المشاة غير المنتبهين.
الرجل السوري الذي فر من بلاده قبل 6 سنوات، يستوحي سلوكه من أحد الأحاديث النبوية التي تقول أن إماطة الأذى عن الطريق هو شعبة من شعب الإيمان، وأن هذا العمل البسيط له ثواب كبير عند الله، وقال: "أنا أفعل ذلك من أجل الناس والحيوانات ولأجل مرضاة الله"، مشيراً إلى أنه يلتقط أيضاً أية قمامة تم التخلص منها عشوائياً قد يصادفها في الشارع، بما في ذلك قطع من الزجاجات المكسورة.
وأردف: "يتساءل الناس عما أفعله بالمطرقة، وعندما أخبرهم يشكرونني ويدعون لي بالخير، سأكون سعيداً إذا استطعت إلهام الآخرين وتحفيزهم على اتباع الأخلاق الحميدة التي أمرنا بها النبي الكريم".
وخلال سيره في الطرقات يصلح شافعي حجارة الأرصفة المنزوعة من مكانها ويسوّي أغصان الأشجار القريبة من الأرض، حتى "لا يتعثر الناس" بها.
وحول هذا السلوك الخيري يقول:"منذ شبابي أحاول أن أفعل شيئاً خيرياً في حياتي اليومية واكتشفت أنه يمكنني القيام بذلك هنا في ديار بكر، هذا العمل لا يتعبني أبداً، بل على العكس أشعر بالسعادة عندما أعرف أنني ساعدت الناس، بعض الناس يقدمون لي المال عندما يرونني أفعل ذلك لكني أرفضه لأنني أسعى إلى مرضاة الله فقط".