تغير المناخ يتسبب بحرارة مرتفعة تدمر الشعاب المرجانية في البحر الأبيض المتوسط

وكالات
فرنسا
نشر في 03.11.2022 13:29
صورة أرشيفية صورة أرشيفية

كشف العلماء مؤخراً أن درجات الحرارة القياسية التي ضربت منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال فصل الصيف، حولت الغابات المرجانية ذات اللون الأحمر الأرجواني النابضة بالحياة، إلى كتلٍ بحرية مبيضة وهشة، ما أدى إلى خراب الملاذات الحيوية للتنوع البيولوجي.

وبعد رحلة استكشافية قام بها قبالة ساحل مرسيليا جنوب فرنسا، عاد "تريستان إستيغوا" وهو عضو في إحدى مجموعات الحماية البحرية حاملاً فروعاً عارية من الشعاب المرجانية الجورجونية وصرح لوكالة إعلام دولية بشيء من اليأس:

"إنه لأمر مفجع، التدهور سريع جداً".

وكانت نتائج الغوص اكتشفت قبل شهرين فقط أن هناك منظراً طبيعياً سليماً مليئاً بالشعاب المرجانية الجورجونية. لكن "إستيغوا" أكد أنها تحولت الآن إلى "غابة أشباح" مليئة بهياكل الشعاب الخالية إلى حد كبير من الأنسجة الحية.

وأضاف:" تخيل شجرة لا يوجد فيها المزيد من الأوراق ولا مزيد من اللحاء".

وتوجد الشعاب المرجانية الجورجونية التي تتمتع بفروع مرنة مغطاة بالزوائد اللحمية، في جميع أنحاء الكوكب. أما تلك الموجودة في البحر الأبيض المتوسط فتخلق "غابات" تحمي مجموعة كبيرة من الأنواع بالرغم من أنها معرضة بشدة للأنشطة البشرية.

ويمكن لشباك الصيد والمراسي والغواصين المهملين تمزيق هياكلها الدقيقة، في حين أن التعرض للحرارة المستمرة والشديدة يمكن أن يكون مميتاً.

ومؤخراً أصبحت موجات الحرارة البحرية أكثر شيوعاً، وفقًا لتقرير صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة هذا العام، حيث ضربت موجة حرارة بحرية كبيرة هذا الصيف غرب البحر الأبيض المتوسط ووصلت درجة حرارة المياه إلى 5 درجات مئوية أكثر من المعتاد، وفقاً للمنظمة التي تدير خدمة مراقبة المحيطات الأوروبية. بينما وصلت المياه في بعض الأماكن إلى 30 درجة مئوية.

وأظهرت الدراسات الاستقصائية الأخيرة أن ما بين 70 و 90% من الكائنات التي تعيش في شعاب المرجان الأحمر في المنطقة التي يبلغ ارتفاعها 10 إلى 20 متراً قبالة مرسيليا قد ماتت منذ ذلك الحين. الأمر الذي لم يقتصر فقط على المناطق بالقرب من الساحل الفرنسي الجنوبي.

كما لوحظ معدل موت الكائنات التي تعيش بين فروع المرجان الأحمر على السواحل الإسبانية وحول جزيرة سردينيا الإيطالية، وفقاً لوكالة الأبحاث الفرنسية إيفريمر.

ويبدو أن شدة التأثير تختلف حسب عمق الشعاب المرجانية. فعلى طول الخط الساحلي المتعرج لمنتزه كالانكويس الوطني في فرنسا والمزدحم بالخلجان الصخرية والموائل الضحلة حيث يتواجد المرجان في المياه التي يبلغ ارتفاعها 6 أمتار فقط في بعض الأماكن، كانت حالات الانهيار شديدة بشكل خاص. في حين أن الأنواع التي تعيش في جزر البليار على عمق 40 متراً كان الضرر أقل تأثيراً عليها.

وبالمثل، أثرت موجة الحرارة البحرية على تربية بلح البحر حيث فقد 150 طناً من بلح البحر التجاري و 1000 طن من المخزون الصغير لمحصول العام المقبل في إسبانيا خلال الصيف.

وقال العلماء إن انخفاض درجات الحرارة في البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يساعد في إنقاذ تلك الشعاب المرجانية التي نجت في الصيف، رغم أنهم يخشون أن تكون مسببات الأمراض قد انتشرت بسبب الحرارة وظلت موجودة في المياه.

وهناك مخاوف أيضاً من أنه لا يمكن استبعاد موجة حرارة أخرى قبل نهاية الخريف. ما يزيد القلق من أن تكون فترات الإجهاد الحراري المتكررة مدمرة للشعاب المرجانية.