كيف انعكس تبرع تركيا بمسيرة "بيرقدار" على العلاقات مع ليتوانيا؟

بعد تزويد تركيا لليتوانيا بمسيّرة بيرقدار على شكل تبرّع انعكس ذلك على العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما (الأناضول)

أثرت المستجدات الدولية والحرب في أوكرانيا، إيجاباً على الدور التركي كبديل خفف من الأزمة على دول، بينها ليتوانيا، وخاصة بعد تزويد تركيا لها بمسيّرات بيرقدار على شكل تبرّع، ما انعكس على العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما.

هذا ما أكده رئيس مجلس الأعمال التركي الليتواني، سردار قورت، في مقابلة مع وكالة الأناضول.

دور إيجابي لمسيّرات بيرقدار

قورت بيّن أنه "لا يمكن إنكار إسهام الجو الإيجابي الذي أوجده تبرّع شركة بايكار بمسيّرة "بيرقدار تي بي 2" إلى ليتوانيا خلال الأشهر الماضية، في العلاقات الثنائية".

وفي 6 يوليو/تموز من العام الحالي، قدمت شركة بايكار التركية للصناعات الدفاعية، مسيرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" إلى ليتوانيا، بهدف تسليمها إلى أوكرانيا، بعد أن نظمت ليتوانيا مؤخرًا حملة شعبية لشراء مسيرة بيرقدار من أجل أوكرانيا.

وجمعت هذه الحملة 6 ملايين يورو خلال 3 أيام فقط، وإثر ذلك، أعلنت شركة بايكار أنها ستقدم مسيرة "بيرقدار تي بي 2" إلى ليتوانيا دون مقابل.

وجرت مراسم التسليم في قاعدة سياولياي الجوية بمشاركة وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوساوسكاس، وسفير أوكرانيا لدى ليتوانيا بيترو بيستا، ومدير بايكار خلوق بيرقدار.

ومسيّرات "بيرقدار تي بي 2" من إنتاج شركة "بايكار" التركية، وهي شركة تعمل في مجال الدفاع والطيران منذ 1984، وتعد أحد مصنّعي الطائرات بدون طيار القلائل في العالم، وتُستخدم الطائرة "بيرقدار تي بي 2" حالياً من قبل الجيش وقوات حرس الحدود والأمن وجهاز الاستخبارات في تركيا، إلى جانب استخدامها في بلدان أخرى مثل أذربيجان، وقطر، وأوكرانيا، وبولندا.

تزايد التبادل التجاري

قورت أوضح أن "منطقة ليتوانيا ودول البلطيق لم تجتذب الكثير من الاهتمام في تركيا حتى الآن، ولكن التغيير السريع في الوضع العالمي، والقرب اللوجستي من تركيا، والعلاقات السياسية الإيجابية، وسريان تشريعات الاتحاد الأوروبي، جعلت هذ المنطقة الآمنة فجأة سوقاً جديدة للشركات".

ولفت إلى أن "التوتر بين روسيا وأوكرانيا من جهة، ومدى ملاءمة جودة وأسعار منتجات التصدير التركية من جهة أخرى، أدت إلى زيادة كبيرة في الطلب من تركيا إلى هذه المنطقة".

وأشار أن حجم التبادل التجاري لم يتراجع بين تركيا وليتوانيا رغم تداعيات وباء كورونا، حيث بلغ 763 مليون دولار في 2020، و992 مليون دولار العام الماضي.

وتوقع رئيس مجلس الأعمال التركي الليتواني أن "يصل حجم التجارة الثنائية مع نهاية العام الجاري إلى مستوى 1.5 مليار دولار"، مبيناً أنه "في الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، إلى سبتمبر/أيلول 2022 بلغ 920 مليون دولار".

ولفت قورت أن "العلامات التجارية التركية لم تدخل بعد هذه المنطقة بشكل فعّال، رغم زيادة الصادرات التي شهدتها السنوات الأخيرة".

وأكد أن "افتتاح علاماتنا التجارية الناجحة في قطاعات المنسوجات والأغذية وقطع غيار السيارات والجرارات والحديد والصلب وحداتها الخاصة في السوق الليتوانية، أو إنشاؤها مصانع في ليتوانيا التي تتيح الفرصة للإنتاج داخل الاتحاد الأوروبي بضرائب مناسبة، ستزيد هذه الأرقام بشكل كبير".

وأشار أن شركات المقاولات العاملة في المنطقة توفر أيضًا تدفقات بالعملة الأجنبية إلى تركيا، لا سيما من خلال المناقصات العسكرية والمتعلقة بالبنية التحتية.

شريك تجاري مهم

تحدث قورت عن أثر الحرب الروسية الأوكرانية، وقال إنها "غيّرت الكثير من التوازنات بالنسبة للعالم وكذلك لليتوانيا"، موضحاً أن "روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا والصين، التي كانت المورد الرئيس لدول البلطيق، خرجت فجأة من سلسلة التوريد".

وأشار إلى أن تركيا تحوّلت فجأة إلى شريك تجاري مهم لليتوانيا بفضل قربها اللوجستي، ومنتجاتها ذات الجودة والأسعار المقبولة.

وأعرب عن "السعي الحثيث لمجلس الأعمال التركي-الليتواني من أجل تطوير العلاقات التجارية بين البلدين في مثل هذه الأجواء الإيجابية"، قائلاً: " نوفّر الدعم لإجراء لقاءات بين وفود رجال الأعمال في البلدين، ليتوانيا تنتظر شركاتنا نظرًا لبيئة الأعمال الموثوقة وللقرب اللوجيستي من بلدنا".

واستطرد: "ليتوانيا تعد بلدًا مهمًّا من الناحية الجيوسياسية، لا سيما لشركاتنا التي ترغب في دخول السوق الإسكندنافية بتكلفة معقولة، أو لفتح شركاتنا التي لديها تجارة مكثفة مع الاتحاد الأوروبي وحدات خارجية".

فرص استثمار واعدة

وعن فرص الاستثمار، لفت قورت إلى "تقديم نظام إيكولوجي مناسب للشركات التركية، لا سيما في مجالات تقنيات المعلومات والاتصال مثل التكنولوجيا المالية والأمن السيبراني وتطوير الألعاب".

ورأى أنه "يمكن أن تكون هناك فرص استثمارية وتعاون في الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة في ليتوانيا".

وأشار إلى أنه "يوجد العديد من مناقصات الإنشاءات العسكرية التي يجريها حلف شمال الأطلسي/الناتو في ليتوانيا ودول البلطيق"، مضيفاً: إن "مشروع البنية التحتية للسكك الحديدية المسمى "Rail Baltica" الذي يموله الاتحاد الأوروبي ينتظر مشاركة شركات المقاولات التركية".

تركيا الوجهة الأولى للسياحة

وفي الجانب السياحي، بيّن قورت أن "تركيا تعد الوجهة الأولى لليتوانيين لقضاء العطلة"، مشدداً على أن ذلك "يجب أن نعكس ذلك على السياحة الصحية".

وذكر أن "114 ألف ليتواني زاروا تركيا العام الماضي، ووصل هذا الرقم إلى 163 ألفاً في الأشهر الثمانية الأولى من 2022".
ولفت إلى أن "التوقعات تشير إلى وصول هذا الرقم إلى ما يقرب من 200 ألف بحلول نهاية العام الحالي، وهو ما يعادل دخلاً سياحياً يقارب 135 مليون دولار".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.