القهوة العربية التقليدية.. رمز للضيافة في قطر

رجل يقدم "القهوة العربية التقليدية في بيت الثقافة "احتضن الدوحة" في سوق الوكرة، جنوب العاصمة القطرية الدوحة، 13 سبتمبر/ أيلول 2022 (AFP)

تُحضَّر القهوة العربية التقليدية في قطر، كما في سائر دول الخليج العربي، عن طريق تحميص حبوب البن ثم غليها مع الهيل والزعفران.

وتمثل القهوة التقليدية برائحتها القوية المشبعة بالهيل وقوامها الأصفر الشبيه بالشاي، رمزاً للضيافة في كل مكان في جميع أنحاء دول الخليج، ناهيك عن قطر مضيفة بطولة كأس العالم 2022.

وتقدم القهوة التقليدية في المجالس القطرية المكونة من تجمعات للرجال فقط، التي تعرف باسم "المجلس"، وهي تشكل محور الحياة الاجتماعية في البلاد.

وفي معرض حديثها عن القهوة قالت لانكا بيريرا، 29 عاماً، وهي مغتربة سريلانكية تعيش في قطر منذ 3 سنوات: "لم أكن أعلم أن هذا المشروب يحتوي على البن!"،مضيفةً أن "طعمه لا يشبه القهوة التي تعرفها".

وكما تملي العادة، يُحضَّر المشروب اللذيذ أمام الضيوف من قبل رب الأسرة ويتولى الإبن الأكبر تقديمه للجالسين.

لكن القهوة القطرية امتدت في السنوات الأخيرة إلى ما وراء حدودها التقليدية، وشقت طريقها إلى المؤسسات التجارية والبيوت الثقافية، مقدمةً مذاقاً مميِّزاً للثقافة القطرية عند المقيمين والزوار على حدٍ سواء.

ويعد بيت الثقافة، "احتضن الدوحة"، أحد المراكز المستقلة، حيث حضرت بيريرا ندوةً حول القهوة وأصولها.

وقالت بعد الجلسة: "نشرب القهوة القطرية كل يوم تقريباً.. تعرفنا عليها في مكتبنا لأن الكثير من القطريين يحضّرونها ما أتاح لنا تذوقها"، مشيرةً أنها لم تكن قبل الندوة تعرف "أصلها وتاريخها وما تحتويه بداخلها".

طقوس واحتفال

منذ إدخال القهوة إلى المنطقة قبل حوالي 600 عام، اكتسبت القهوة العربية التقليدية طقوسها الخاصة بها، والتي أصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ من ثقافة البلد والمنطقة.

وتسكب القهوة الساخنة من أواني تسمى "الدلة" التي تكون إما ذهبية أو فضية، وتُحتسى بفناجين صغيرة ممتلئة جزئياً لتجنب حرق أصابع الشارب.

ويستمر تقديم القهوة للضيف إلى أن يقوم بإيماءة تلويح معينة، للإشارة إلى أنه قد اكتفى، في تقليد قديم يرجع لعصور كان يتم سكبها غالباً بواسطة خدام صم لمنع تسرب المعلومات الحساسة من المجلس.

بدورها قالت شيماء شريف مديرة مركز "احتضن الدوحة" الواقع في قلب السوق القديم المعروف باسم سوق الوكرة جنوب العاصمة: "منذ مئات السنين تغيرت البلاد بأكملها، لكن القهوة لم تتغير".

تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2015 ، أسفرت مبادرة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر، عن دخول القهوة العربية إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

ووفقًا لليونسكو، فإن "تقديم القهوة العربية هو جانب مهم من جوانب الضيافة في المجتمعات العربية ويعتبر عملاً احتفاليًا من الكرم".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.