رغم الاضطرابات بليبيا.. حلاق تركي يواصل عمله بمدينة طرابلس
- وكالة الأناضول للأنباء, طرابلس
- Aug 20, 2022
رغم الاضطرابات الأمنية التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس على مدار السنوات الأربع الماضية، يواصل الحلاق التركي طرخان أصلان العمل في أحد أكثر الشوارع ازدحاماً بالمدينة.
ويستقبل الحلاق التركي الوحيد في طرابلس، عشرات الزبائن الليبيين والأتراك ومن جنسيات أخرى يوميا بمكان عمله، في شارع عمر المختار المؤدي إلى ساحة الشهداء وسط العاصمة الليبية.
وقال أصلان في حديث صحفي، إنه عمل حلاقا في عدة دول أبرزها السعودية وألمانيا وهولندا، إلى جانب تركيا، مشيرا أنه بدأ العمل في هذه المهنة منذ مطلع عام 1978.
وأضاف أنه جاء إلى ليبيا قبل نحو 4 سنوات، حيث واجه في البداية الكثير من الصعوبات، لكنه اعتاد بعدها على الظروف المعيشية في البلد وواصل العمل فيه.
** أوقات عصيبة في طرابلس
وذكر الحلاق التركي، أنه كان يقيم في طرابلس طوال عام 2020، عندما تعرضت المدينة لسقوط وابل من الصواريخ في مناطق متفرقة من أحيائهاو مضيفاً أنه خلال فترات الصراع، تم دعوته من قبل القنصلية التركية في طرابلس عدة مرات لإعادته إلى تركيا، لكنه لم يشأ ترك ليبيا التي اعتادت عليها وأحبها.
وأردف: "أنا في طرابلس منذ أربع سنوات، والآن أنا الحلاق التركي الوحيد بالمدينة، رأيت جميع فصول الحرب التي تعرض لها هذا البلد".
وتابع: "شهدنا أوقات عصيبة في ظل انقطاع المياه لأكثر من شهر، وأحيانًا كانت تقطع الكهرباء لمدة 18-20 ساعة في اليوم، رغم كل هذه الصعوبات لم أشأ ترك هذا البلد، حيث أحضرت لاحقا زوجتي وابني إلى ليبيا.
** مساعدة الوالد
وتحدث نجل الحلاق الذي يُدعى إيلكر أصلان، وأوضح أنه كان يدرس في إحدى كليات الحقوق التركية، وجاء إلى ليبيا لمساعدة والده في صالون الحلاقة، بعد أن أوقف تعليمه الجامعي لفترة من الوقت.
وقال إيلكر: "أردت المجيء ومساعدة والدي والعمل معه للمساهمة في نفقات تعليمي، أنا هنا منذ عامين، وقد جمدت تعليمي الجامعي في الوقت الحالي".
وأردف: "لكني آمل بالعودة إلى مقاعد الدراسة في أقرب وقت ممكن، أستطيع القول إن الحياة في طرابلس جيدة على الرغم من وجود بعض الاضطرابات، أنا سعيد لوجودي هنا".
وأفاد بأنه واجه بعض المشاكل في البداية، لأنه جاء إلى ليبيا دون معرفة اللغة العربية، إلا أنه استطاع تجاوز هذه المشكلة من خلال مواصلته العمل على تعلم اللغة العربية.
** سعادة الزبائن
المواطن الليبي التركي مراد كوندوز، الذي ولد وترعرع في طرابلس، عبّر عن سعادته بوجود حلاق تركي في المدينة.
وذكر أن هناك الكثير من الأتراك في ليبيا، مشيرًا إلى شعوره بالسعادة كلما رأى محل الحلاقة القريب من وسط المدينة، المثبت على واجهته العلمان التركي والليبي.
وأضاف: "من الجيد جدًا أن يأتي حلاق من تركيا للعمل في ليبيا، نحن سعداء جدًا بوجوده، إنه شخص ودود وماهر في عمله".
فيما قال سليم الحلبوص، أحد الزبائن الليبيين في محل الحلاقة، إن طرخان ماهر للغاية ولديه يدٌ خفيفة وماهرة.
وتابع: "قبل مجيئي إلى صالون الحلاقة هذا، لم أكن أعرف أنه لحلاق تركي، ولم أكن أعرف أن هناك حلاق تركي في طرابلس".
وختم قائلا: "إنها المرة الأولى التي أصفف فيها شعري في هذا الصالون، أنا سعيدٌ وراضٍ جدًا".