جائزة حمد للترجمة والتفاهم تختار اللغة التركية كلغة رئيسية للمرة الثانية
- إسطنبول
- Jul 22, 2022
تكريما للمترجمين في مختلف أنحاء العالم، وتقديراً لجهودهم والدور البارز الذي يلعبونه في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين الشعوب، أُطلقت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الإنساني عام 2015، ومع اقتراب موعد إغلاق باب الترشح للجائزة المقرر في 15 أغسطس/ آب المقبل، انفرد موقع "ديلي صباح" بلقاء خاص مع الدكتورة حنان الفياض، المستشارة الإعلامية للجائزة.
الجائزة تشجع على الإبداع
قالت الفياض إن الجائزة أٌطلقت تقديرا لدور المترجمين في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة المتميزين في هذا المجال، إلى جانب تشجيع الإبداع وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.
وأضافت أن الجائزة تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، إضافة إلى تشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
أهداف الجائزة
وأوضحت المستشار الإعلامي، أن الهدف الرئيسي للجائزة هو تشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب، مع الحرص على التميز والإبداع فيهما، والإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية.
وأردفت خلال حديثها مع ديلي صباح: "نسعى إلى إغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية، وتقدير مَن يسهمون في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفراداً ومؤسسات".
لغات متعددة وجائزة قيمة
وذكرت الفياض أن الجائزة التي تبلغ قيمتها مليوني دولار، تشجع على التبادل الثقافي بين بلدان العالم، عن طريق الترجمة بلغات متعددة، واستدركت: "الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة، معتمدةً لغةً عالمية كل عام إلى جانب الإنجليزية؛ فاختيرت التركية في العام الأول، والإسبانية في العام الثاني، والفرنسية في العام الثالث، والألمانية للموسم الرابع، والروسية للموسم الخامس، والفارسية للموسم السادس، والصينية للموسم السابع".
وبينت أن دائرة الجائزة اتسعت في عام 2017، فأضيفت لها فئة "جائزة الإنجاز" التي خُصصت للترجمة من وإلى خمس لغات فرعية يتم اختيارها في كل عام، ووقع الاختيار في الموسم الثامن على اللغات: الرومانية، وبهاسا أندونيسيا، والكازاخية، والفيتنامية، والسواحيلية.
اختيار اللغة التركية كلغة رئيسية
ولفتت الناطقة الإعلامية باسم الجائزة إلى أنه تم إدراج اللغة التركية كلغة رئيسية ثانية في الموسم الثامن إلى جانب الإنجليزية، وذلك نظراً لثراء الثقافة التركية ولغنى المحتوى الفكري والمعرفي فيها.
وقالت الفياض: "رغم أن اللغة التركية أُدرجت في الموسم الأول للجائزة عام 2015، إلا أنه أُعيد اختيارها كلغة ثانية رئيسية نظراً لأهميتها في تحقيق التقارب الثقافي العربي التركي، وبالتالي زيادة المنجز المعرفي المترجَم بين اللغتين".
توطيد الرابط الثقافي بين البلدان العربية وتركيا
وأشارت المستشار الإعلامي إلى أن ترجمة الأدب العربي إلى اللغة التركية، ساهمت إلى حد كبير في تغيير الصورة النمطية عن العرب، خاصة في ظل التقارب الأدبي بين الثقافتين، وذلك بفضل حركة الترجمة المتبادلة لأعمال معاصرة أو من التراث الأدبي للأمتين.
وذكرت تجربة المترجم التركي محمد حقي الذي ترجم مجموعة من الأعمال الأدبية العربية القيمة إلى التركية، من أهمها المعلقات السبع، وطوق الحمامة، وعدداً من روايات نجيب محفوظ، وكتب جبران خليل جبران، ومجموعات أدونيس ومحمود درويش الشعرية.
وقالت: "كانت الترجمة من التركية إلى العربية بدأت مع الكتب الدينية إلى حد كبير قبل سواها، فإننا نشهد في العقود الأربعة الأخيرة وتيرة متسارعة لترجمة الأعمال الأدبية لعدد من المبدعين الأتراك الذين برزوا خلال القرن الأخير، على اختلاف مدارسهم الأدبية وأساليبهم، على شاكلة عزيز نسين، وأورهان باموق، وناظم حكمت، وأليف شافاق".
انفتاح تركي على الثقافة العربية
وأشادت الفياض باهتمام الأتراك المتزايد بالثقافة العربية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل ازدياد أعداد الجاليات العربية في تركيا، إضافة إلى الوعي المتزايد في الأوساط الأكاديمية والثقافية بأهمية تعميق المعرفة بالآخر، خاصة أن هناك تاريخاً مشتركاً بين تركيا والمنطقة العربية.
ولفتت إلى الإقبال الملحوظ للطلاب الأتراك لدراسة اللغة العربية، وكذلك إقبال العرب على دراسة اللغة التركية، مشيرة إلى المشاريع الإعلامية والثقافية والأكاديمية المشتركة بين العالمين.
حركة الترجمة بين اللغتين العربية والتركية
وأثنت الناطقة باسم الجائزة على قوة العلاقات الثقافية التركية العربية في السنوات الأخيرة، قائلة: "شجعت هذه الأجواء حركة النقل والترجمة بين اللغتين بكل سهولة، فكيف سيكون الأمر مع اختيار جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الإنساني، التركيةَ لغةً رئيسية ثانيةً، للمرة الثانية خلال مسيرة الجائزة، وبقيمة 400 ألف دولار؟".
مبينة أنها تتوزع على فرعيَن: الترجمة من العربية إلى التركية، والترجمة من التركية إلى لعربية، 100 ألف دولار للمركز الأول، و60 ألف دولار للمركز الثاني، و40 ألف دولار للمركز الثالث".
دور الترجمة في اندماج الأمم
وفي سياق متصل، أشارت الفياض إلى الدور الكبير للترجمة في التأثير الثقافي المتبادل بين الحضارات والأمم والشعوب مختلفة اللغات، وقدرتها على الكشف عن ثراء الحضارة المنقول عنها وإثراء الحضارة المنقول إليها.
واستشهدت بحركة الترجمة التي شهدها العالم الإسلامي، منذ العصر العباسي تحديداً، والتي لولاها لما وصل شيئاً عن معارف الأمم الأخرى في ذلك الزمن أو قبله، ولما تعرف الناس على العلوم والفنون والآداب فيها.
وأضافت: "الأمر نفسه حين بدأت حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، فعرف العالم من خلالها أعمال المسلمين وإبداعاتهم العلمية والفكرية التي أصبحت مصدراً لعصر التنوير الأوروبي وللاختراعات العلمية".
وفي ختام حديثها شددت الدكتورة حنان الفياض على مدى قوة وشفافية لجان التحكيم، حيث قالت: "يُسنَد تحكيم الأعمال المرشحة إلى لجان تحكيم دولية مستقلة، تضم أعضاء ذوي مكانة علمية رصينة ويتسمون بالموضوعية والحيادية، يتم اختيارهم من قِبل لجنة تسيير الجائزة بالتشاور مع مجلس الأمناء، ويمكن زيادة أو إنقاص عدد أعضاء كل لجنة بحسب الحاجة في كل موسم، كما يمكن الاستعانة بمحكمين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجالات اختصاصاتهم".