"جئنا لمواجهة الشتاء"... "حملة الشتاء من أجل سوريا"... "توصلكم إلى المحتاجين الحقيقيين".. حملات بشعارات مختلفة أطلقتها منظمات مجتمع مدني في تركيا، لدرء البرد عن اللاجئين والنازحين السوريين الذين شردتهم الحرب الدائرة في بلدهم منذ أكثر من خمس سنوات.
ومن بين المنظمات والمؤسسات المشاركة في هذه الحملات هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH)، وجمعية "ماء الحياة للتكافل والتضامن"، و"منبر الأناضول"، و"صدقة طاشي"، إضافة إلى العديد من الجمعيات الخيرية من مختلف مناطق البلاد.
وحول الحملة التي أطلقتها منظمته تحت شعار "حملة الشتاء من أجل سوريا"، قال نائب رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية، عثمان أتالاي، للأناضول إنَّهم يخططون في المرحلة الأولى لإرسال المساعدات إلى الداخل السوري، ثم إلى السوريين في شرق وجنوب شرق تركيا، وإلى مخيمات اللاجئين في لبنان.
وسلط أتالاي الضوء على سوء أوضاع اللاجئين وحاجتهم الماسة إلى المساعدات، وبيّن أن الأمر يزداد سوءا مع حلول برد الشتاء.
وأشار إلى أن مساعداتهم ستتضمن العديد من المستلزمات مثل الطحين، ولباس للأطفال، والبطانيات، ومواد تنظيف، وغذاء للأطفال.
ولفت إلى أنهم بدؤوا يتلقون التبرعات من المواطنين الأتراك من أجل دعم الحملة لتقديم أكبر قدر من المساعدات للمحتاجين من اللاجئين.
وتحدث أتلاي عن المساعدات التي تقدمها الهيئة للسوريين على مدار السنة، كوجبات طعام لـ 50 ألف شخص تُحضر في مركز الهيئة بولاية كلس، جنوبي تركيا.
من جهته، قال رئيس منظمة "منبر الأناضول"، تورغاي ألديمير، إن حملتهم التي تحمل اسم "البرد يضني والمساعدة تدفئ" تأتي في إطار الجهود التي يبذلونها لدعم اللاجئين السوريين في ظروفهم الصعبة.
وأضاف: "لا أحد سيبقى متفرجا على حال السوريين والشتاء يطرق الأبواب".
ونوه أن جمعية الإحسان للإغاثة والتعاون المنضوية تحت مظلة "منبر الأناضول"، أعدت طروداً لإعانة اللاجئين السوريين على برد شتاء هذا العام.
وأوضح أنَّ قيمة الطرد الواحد تبلغ 120 ليرة تركية (حوالي 40 دولاراً أمريكياً) يتبرع بها الشخص وتضمن الجمعية له إيصالها إلى طفل سوري.
ويشمل الطرد سترة، وحذاء، وبنطالا، وقميصا شتويا، وبطانية.
وأكد ألديمير عزمهم على استمرار حملتهم ، طوال فصل الشتاء. ولفت إلى أنهم سيفتتحون متجراً للملابس والأغذية في مدينة جرابلس، التابعة لمحافظ حلب، شمالي سوريا.
أما جمعية "صدقة طاشي"، فقد أشار رئيسها، كمال أوزدال، إلى إطلاق حملة بعنوان "جئنا لمواجهة الشتاء".
وأكد أوزدال أنَّهم وكعادتهم في كل عام سيقفون إلى جانب المحتاجين من السوريين في الشتاء.
ولفت إلى أنَّ مساعداتهم ستكون للسوريين في الداخل بالدرجة الأولى، وستتضمن بطانيات وخيما وأحذية وألبسة شتوية.
وتحت شعار "لتوصلكم إلى المحتاجين الحقيقيين" أطلقت جمعية "ماء الحياة"، حملة تبرعات للسوريين.
وفي حديث مع الأناضول، قال رئيس الجمعية مصطفى كويلو: "نقف مع المحتاجين من اللاجئين دون النظر إلى أعراقهم ودينهم، وهذا واجب علينا".
تجدر الإشارة أن تركيا أنفقت حوالي 12.1 مليار دولار، لمداواة جراح السوريين ومساعدتهم على التمسك بالحياة، فيما ساهم المجتمع الدولي بـ 512 مليون دولار فقط من هذا المبلغ.
ووفقاً لتقرير المساعدات الإنسانية العالمية لعام 2016، جاءت تركيا عام 2015 في المركز الثاني عالمياً، بعد الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية.
وتتصدر تركيا دول العالم من حيث عدد اللاجئين، إذ تستقبل قرابة 3 ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري، يشكلون 15% من مجموع سكان سوريا قبل الحرب، بحسب بيانات رسمية تركية.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 45 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع البلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة لا تزال مستمرة حتى اليوم.