اختتام مؤتمر الشرق الشبابي "اجتياز العوائق" في إسطنبول
- محمد الحسين, إسطنبول
- Oct 23, 2023
اختتم في إسطنبول، الأحد، فعاليات "مؤتمر الشرق الشبابي" بنسخته السابعة، بمشاركة نحو 1500 شاب من أكثر من 50 دولة، وناقش التحديات التي تواجه الشباب وقضايا منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها التطورات في فلسطين.
وحملت النسخة السابعة من المؤتمر، شعار "اجتياز العوائق"، وتضمنت فعالياته جلسات وندوات قدمها مفكرون وقادة رأي وبعض صناع القرار، واستمرت على مدار يومين.
وبحسب الجهة المنظمة، منتدى الشرق الشبابي، فإن المؤتمر يجمع بين صناع القرار والمفكرين والعلماء والناشطين، مع الشباب النشط من مختلف المجالات، ليمهد الطريق "لمناقشة تطورات النظام العالمي الجديد وسط مشهد عالمي ديناميكي وسريع التطور".
ويوفر المؤتمر، بحسب موقعه الرسمي، "مساحة مشتركة للقادة لمناقشة التحديات والفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بالشباب، ويشكل فرصة لتصور المستقبل عبر تحليل الأثر العميق للتحولات الحضارية، ولا سيما حضارة الشرق، ودور الاتجاهات التكنولوجية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والرياضات الإلكترونية في تشكيل المستقبل".
وتضمنت جلسات المؤتمر مواضيع سياسية واقتصادية وأخرى تتعلق باهتمامات الشباب والتعليم والذكاء الاصطناعي، ومن أبرز مواضيعها، "اجتياز عوائق الهيمنة في منطقة الشرق في النظام العالمي الناشئ، و"تمكين الشباب: اجتياز العوائق عبر ترابط الشبكات الفاعلة".
كما تضمن جلسة شبابية تحت عنوان "النهوض من الرماد: الدفاع عن نشاط الشباب في مواجهة القمع"، شارك فيها ناشطون وإعلاميون ومفكرون شباب، إضافة إلى نشاطات ثقافية وترفيهية، ومعرض لعدد من مشاريع الشباب.
وطغى على جلسات المؤتمر والنقاشات الوضع والتطورات في غزة، واختتم بحفل فني ضم أغان شعبية وطنية وحماسية وشعر، جلها كانت عن القضية الفلسطينية.
وحمل البيان الختامي للمؤتمر عنوان "إعلان قوة ومسؤولية الشباب"، وجاء فيه: "نحن، شباب العالم المتحمسين، المجتمعين في مؤتمر شباب الشرق الدولي السابع، نتعهد رسمياً بالوقوف كمدافعين لا يتزعزعون عن العدالة والحرية للجميع وخاصة فلسطين".
وطالب البيان الختامي للمؤتمر "بالوقف الفوري لكافة سياسات وممارسات الفصل العنصري في فلسطين، وكذلك تفكيك الجدار العازل وكافة القوانين التمييزية، بالإضافة إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها".
ودعا البيان إلى "تقديم مساعدات إنسانية فورية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، ودعم إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الصراعات، وحث الحكومات والمنظمات، في جميع أنحاء العالم، على ممارسة الضغط السياسي والاقتصادي والدبلوماسي على المسؤولين عن الظلم المستمر في فلسطين".
وضاح خنفر: اجتياز العوائق ممكن عبر برامج تعيد مكانة الشباب
وعلى هامش المؤتمر، أجرت "ديلي صباح" مقابلة مع رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر، تحدث خلالها عن أهداف المؤتمر ورؤيته للتطورات في المنطقة والتحديات التي تواجه الشباب والأمل بإحداث "التغيير".
وعن أهداف المؤتمر وكيف يمكن للشباب "اجتياز العوائق" قال خنفر: في السنوات الماضية عاش الشباب في هذه المنطقة حالة من اليأس، والسبب في ذلك هو ما أعقب الربيع العربي، وأثره على الشباب، وأدى في كثير من الأحيان إلى فقدان الأمل، وأعتقد أننا الأن على أعتاب مرحلة جديدة ويمكن لنا أن نستأنس بالطريق الذي يستطيع من خلاله الجيل الجديد تحقيق الانتقال نحو المستقبل، وهذا الانتقال قد لا يكون قريباً ولكنه انتقال يتطلب تخطيطاً عميقاً وفهم الواقع والتجربة، خاصة مع ما يحدث الآن بين الدول الكبرى وما قد يؤدي إلى تغير موازين القوى الدولية حالياً".
وأضاف خنفر:"أعتقد أن شبابنا في العالم الإسلامي ينظرون إلى غزة اليوم كنموذج أمل، يمكن من خلاله أن تنمو فكرة اجتياز هذه العوائق، فالمستقبل برأيي أفضل من الماضي، وبتقديري أن الشباب يحتاجون إلى أدوات، وهذا المؤتمر يضم ورشات عمل تحاول أن تقدم مفاهيم وأساليب وتقنيات للعمل، وهذا ما نهدف إليه، فاجتياز العوائق يكون من خلال تقديم رؤى وتصورات عملية لبرامج يمكن من خلالها أن يستعيد شبابنا مكانة هامة في المجتمع".
وعن الدروس التي يمكن أن يكون الشباب قد استفاد منها من الربيع العربي وما أعقبه، قال رئيس منتدى الشرق: "الذي يشعرني بالثقة بمستقبل العمل الشبابي ومستقبلنا جميعاً في المنطقة، أن التجارب التي مررنا بها في السنوات الماضية لم تكن عبثاً، بل كانت ميداناً للتأمل، وأعتقد أن التجربة (الربيع العربي) كانت مفيدة في إنضاج المفاهيم السياسية ومفاهيم التغيير الديمقراطي. نحن الآن نفهم أنه لا يمكن أن يكون هناك تغيير في دولة ما دون أن يكون هناك مناخ دولي ومناخ إقليمي بعد عملية التغيير، وبالتالي يجب أن تتضافر الجهود من أجل ذلك".
وأضاف خنفر: "وفهمنا أيضاً أنه اقتصادياً لا يمكن لدولة واحدة فيها نموذج تنمية اقتصادية وطنية أن ينجح دون أن يكون هناك منظومة اقتصادية تكاملية تسند الاقتصاد المحلي أو الوطني، ونحن الأن ننتقل من الحديث على أننا نريد تغيير النظام إلى حديث عن المفاهيم والخطاب، وعن الصيغ السياسية التكاملية، التي يحاول فيها الإسلامي والليبرالي والعلماني والقومي أن يجلسوا جميعاً وأن يفكروا في مصلحة البلد، لأنه من الواضح أننا نتكلم عن الحل الكامل، ثم أيضاً بدأنا نفكر في التحالفات".
وتابع: "ففي التجربة الأولى الغرب لم يكن مرتاحاً ولذلك بارك الثورة المضادة، لكن اليوم لدينا بدائل جديدة، لدينا قوى في إفريقيا، وفي أمريكا اللاتينية، وفي آسيا، لأن المركزية الأوروبية وموازين قوى جديدة ستساعدنا على أن نتخلص من الهيمنة الغربية المباشرة التي تحققت في المرحلة الأولى من الربيع العربي وصادرت حقنا. بالتالي كل هذه الدروس نستطيع أن نستفيد منها من أجل أن نفكر في المستقبل وكيف يمكن أن نبني على ذلك".
وأردف خنفر:"من هنا عندما عقدنا هذا المؤتمر في إسطنبول، ستجد هنا أكثر من 1500 من المشاركين من أكثر من 45 دولة، وأنا سعيد أن هؤلاء الشباب يتواصلون أكثر، فتجد الشخص الذي يأتي من السعودية ومن أندونيسيا أو من المشرق ويلتقون ويتحاورون، وهذا التشبيك الذي نعمل للوصول إليه في مدينة إسطنبول، حيث الوعي الجمعي العربي والإسلامي، والمدينة التي تزودنا بعمق استراتيجي تاريخي يعتقد كل من ينتمي إليها أن فيها جزءا منه، وأنها ليست غريبة عنه".
وختم خنفر حديثه لـ "ديلي صباح" قائلاً: "نحن نحتاج اليوم إلى منظومة قيمية نابعة من منطقتنا، قيم الحضارة الإنسانية، والصداقة مع دول الجنوب بثقافاتها وحضاراتها، وأيضاً نحتاج إلى الوعي بكيفية الانتقال من حالة رتابة الواقع إلى الشجاعة المحسوبة، وإلى التكامل الإقليمي، فقد ثبت بعد قرن من الزمان أن الدول المنفردة لا تستطيع أن تكون ناجحة تماماً إلا من خلال محيطها، فالتكامل الإقليمي مشروع عملي براغماتي طبيعي ليس خيالي ولا خرافي، ويجب علينا أن نبدأ بتطبيق الأفكار العملية للوصول إلى حالة اقتصادية وسياسية أقوى مما كان عليه الحال في العقود الماضية".