"الاستدامة وتغير المناخ" يبرزان بمسابقة "تصميم القماش" في غازي عنتاب التركية
- ديلي صباح, غازي عنتاب
- Sep 20, 2023
مع تفاقم أزمة المناخ، قام المتنافسون الشباب في ولاية غازي عنتاب في تركيا، وهي واحدة من 11 ولاية دمرها الزلزالان المزدوجان في 6 فبراير/ شباط، بتحويل مخاوفهم المتزايدة إلى فن.
ففي حفل توزيع جوائز "مسابقة تصميم القماش" الثالثة التي نظمتها جمعية مصدري المنسوجات والمواد الخام في جنوب شرق الأناضول "GATHIB"، بدعمٍ من وزارة التجارة وتنسيق مجلس المصدرين الأتراك في غازي عنتاب، في وقت سابق هذا الشهر، تم عرض إنجازات 16 متنافساً نهائياً.
وكان حوالي 30 متنافساً قاموا بنسج وصنع الأقمشة والتصميمات الأصلية خلال أشهرٍ من التدريب المستمر الذي قدمه الخبراء والأكاديميون عبر جمعية المصدرين "GATHIB".
وعكست التصاميم الفائزة للفئات الثلاث النول والنسيج والطباعة، أزمة المناخ بوضوحٍ حيث قارنت التهديد المتزايد بالأنماط المستدامة والدوامات البيئية.
وقال فكرت كيليجي، المدير المنسق للجمعية في حديثه لصحيفة "ديلي صباح": "لقد أقيم هذا الحدث بهدف تعزيز فكرة أن حقوق المتنافسين وجميع الشباب الطامحين، لا ينبغي أن تضيع سدىً، ويجب أن تكون مصدر إلهامٍ في أعقاب المأساة".
وبعد كارثة الزلزال، اتخذت جمعية المصدرين في الولاية موقفاً حازماً، معترفةً بالطبيعة الكارثية للحدث ورفض تقديم الأعذار، وقال المدير إن الهدف كان تقليل التأثير وإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبشر والحجر.
وأكد أن جمعية "GATHIB" تحشد "كل الوسائل الممكنة" للمساعدة في استعادة الاستقرار والتعافي في غازي عنتاب وغيرها من الولايات المتضررة من الزلزال.
وأشار إلى أنه "كان هناك الكثير من المساعدة والتبرعات، بما في ذلك من عملاء دوليين، تدفقت على المنطقة بعد الكارثة، وأنا أشهد أن معظمها تم تسليمها إلى وجهاتها المقصودة".
وسلط الضوء كذلك على الخسائر الاقتصادية التي خلفها الزلزال، موضحاً أن اقتصاد المنطقة توقف لمدة 6 أشهر، ما أدى إلى خسارة 2.5 مليار دولار هذا العام.
وأضاف: "في مواجهة مثل هذه التحديات، فإن الضرورة القصوى تتمثل في بناء مساكن مقاومةٍ للزلازل وتزويد السكان بالمعرفة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأحداث، والاستثمار في رأس المال البشري".
وأكد كيليجي، الذي حث على النظر إلى "نصف الكوب الممتلئ" على ضرورة استخدام الموارد بأكبر قدر ممكن من الدقة والفعالية: "نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتعايش مع هذا الواقع".
وأضاف: "اضطر العديد من عمال المصانع إلى نقل عائلاتهم إلى ولاياتٍ وقرىً أخرى حفاظاً على سلامتهم، لكن الخطة تهدف إلى إعادة العائلات مع تحسن الظروف تدريجياً"، مشيراً إلى أن الأولوية تكمن في معالجة الحالة النفسية المتضررة سريعاً وتوفير أماكن إقامةٍ دائمةٍ للأفراد المتضررين، مشيداً بالبناء السريع للمنازل السكنية في المنطقة.
وشدد كيليجي أيضاً على الحاجة إلى إنتاجٍ مستدامٍ في صناعة النسيج، واصفاً الوضع الحالي بأنه "مرحلة انتقالية حيث يلتزم البعض بالطرق التقليدية، بينما يتبنى البعض الآخر التغيير ويحسنون ممارساتهم".
وختم بالقول: "أولئك الذين يتكيفون مع الأنظمة الجديدة ويستخدمون التقنيات المتقدمة، يمكنهم الانخراط في أساليب إنتاج أكثر تخصصاً وصديقةٍ للبيئة، ما يساهم في مستقبلٍ أكثر استدامة".