يستعد "ينون معلم" وهو عازف إيقاع وملحن ومعلم متعدد المواهب معروف بمزج تقاليد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والغرب، لتقديم حفل موسيقي يسحر الجمهور في إسطنبول اليوم السبت.
ويعتبر "ينون معلم" اسم يتردد صداه مع الإيقاع واللحن والتنوع الثقافي، فهو عازف ينتج موسيقى فريدةً تتجاوز الحدود والحواجز الثقافية.
وبمسيرةٍ مهنية امتدت لأكثر من عقدين من الزمان، قام معلم بتقديم عروضه في أماكن ومهرجانات مرموقة في جميع أنحاء العالم، بالتعاون مع موسيقيين وفرق موسيقية مشهورة من خلفيات ثقافية مختلفة.
وسواء كان على خشبة المسرح أو في استوديو التسجيل أو في الفصل الدراسي، فإن شغف معلم بالموسيقى والتبادل بين الثقافات واضح ومميز، ما جعله سفيراً حقيقياً للموسيقى العالمية.
ومن المقرر أن يقدم معلم عرضاً في قاعة حفلات "جمال رشيت ري" في إسطنبول يوم السبت، برفقة المطربة وكاتبة الأغاني الإسرائيلية الموهوبة من أصول مغربية وفارسية مور كرباسي، التي تمزج الموسيقى التقليدية الشرق أوسطية والسفاردية مع الأنماط المعاصرة، ما يخلق تجربة فريدة من نوعها.
وقبل الشروع في الحفل القادم، تحدث معلم عن عالمه الفريد من الألحان قائلاً:"ولدت في إسرائيل عام 1968. كان والداي من اليهود العراقيين من بغداد وهاجروا إلى إسرائيل عام 1950. عندما كنت طفلاً، كنت مهتماً بالإيقاع اللاتيني، لذلك بدأت في أخذ الدروس حول هذا النمط من الإيقاع ثم انتقلت إلى الإيقاع العربي وإلى العود ومن هناك، يمكنني فقط أن أقول إنه بطريقة طبيعية جداً افتتنت بموسيقى البحر المتوسط".
استوحى معلم الإلهام من العديد من الأشياء لمؤلفاته الأصلية مثل جذوره كيهودي وإسرائيلي ومن حياته في تركيا لمدة 20 عاماً ومن الموسيقى التركية والأنماط المختلفة مثل موسيقى الغجر العثمانية والموسيقى الصوفية، كما تأثر كثيراً بإسطنبول والمدينة والحياة وأصوات الأذان وطيور النورس وأجواء البوسفور الرائعة. وإلى جانب شغفه الموسيقي فهو مؤلف قصص بارع ويحرص دائماً على إدخال الحس الموسيقي في كتاباته "توجد موسيقى خاصة في قصصي".
ويعزف معلم على مجموعة متنوعة من آلات الإيقاع من البحر الأبيض المتوسط وتركيا والهند. وقد أهداه والده الموسيقي وهو عازف كمان كلاسيكي سابق، عوداً قديماً ما لبث أن شعر بدعوة طبيعية للعزف عليه، سواء مؤلفاته الخاصة أو مؤلفاتٍ لفنانين آخرين.
وأكد معلم أن العود وهو آلة موسيقية مهمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يحتل مكانة خاصة في قلبه وأنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من رحلته الموسيقية.
كما عمل ينون معلم كملحق ثقافي إسرائيلي في إسطنبول. وحول هذه الفترة ومساهمتها في ممارسته الفنية قال: "لم يكن من طبيعتي أن أجلس خلف مكتب، لكن في الوقت الذي كنت فيه هناك، حاولت أن أستمر في ما أحب أن أفعله، والذي يربط بين الثقافات وخاصة بين الثقافتين الإسرائيلية والتركية".
كما تعاون مع العديد من الفنانين في عروضه مشيراً إلى أن الشريك الإبداعي المحتمل يمكن أن يكون أي شخص منفتح على الموسيقى أو من يستطيع مساعدته على اكتساب المزيد من الخبرة.
ومن المقرر أن ترافق المغنية مور كرباسي، الفنان معلم في حفله الموسيقي في إسطنبول، وحول المناسبة قال:"لقد عرفتها منذ سنوات. ذات مرة جاءت كضيفة في حفل موسيقي ضخم قمت به في القدس في المسرح المفتوح. إنها قصة ممتعة لأنها كانت في الشهر التاسع من حملها عندما أدت أغنيتها الجميلة مورينيكا، أعتقد أنها مغنية رائعة وأنا متحمس حقاً لرؤية كيف سنكون مرة أخرى معاً على المسرح، وأعتقد أن حفلاً كهذا سيكون جميلاً حقاً".
كذلك ستصعد فنانة اخرى إلى المسرح مع معلم وهي "شانس توزون" التي قال عنها معلم أنها فنانة مؤثرة، وأنه عمل معها 3 أغنيات تقليدية، ووعد بغناء اثنتين منها في الحفل الموسيقي.
وحول احتضان كل الثقافات من خلال عروضه، قال الفنان أنه يحب الاحتفال بما يفعله:"عندما يمكنني القيام بشيء ما بين الثقافات لا يهم إذا كان فلسطينياً أو عربياً أو تركياً أو إسرائيلياً، لا يهمني عندما يمكنني فعل شيء ما مع موسيقيين من ديانات وثقافات مختلفة ، بل على العكس أشعر برضا أكبر".
وعبر عن سعادته بالحفل المرتقب قائلاً إن الجمهور يجب أن يتوقع موسيقى رائعة، وشدد على أنه أثناء أدائه يحب أن يكون منفتحاً ويتواصل مع الجمهور عند الضرورة، ولكنه يفضل ترك الموسيقى تتحدث عن نفسها.
يذكر أن الفنان معلم وبصرف النظر عن أدائه الآسر، انخرط بشكل كبير في التدريب الموسيقي في بلدان مختلفة، ما جعله أداة للتفاعل الثقافي.
"أحب دائماً التدريس والمشاركة والتفاعل مع الطلاب حقاً، لذلك حتى بعد انتقالي إلى الدول الاسكندنافية، كانت لدي فرص قليلة لتقديم ورش عمل في مؤسسات مرموقة مثل أكاديمية سيبيليوس في فنلندا والأكاديمية الملكية في ستوكهولم. لقد كان حقاً ممتعاً للناس الذين لا يعرفون شيئاً عن هذا النوع من الموسيقى أن يجربوا ألحان البحر الأبيض المتوسط".