يودي التدخين ومنتجات التبغ بحياة آلاف الأشخاص سنوياً، وتسعى تركيا كجزء من حربها ضد هذه الظاهرة القاتلة إلى الاستمرار في تسليط الضوء على مخاطر العادة الإدمانية وحث المدخنين على الإقلاع عنها. ولا تزال البلاد في أعقاب حملة "الإقلاع عن التدخين، ابدأ التغيير في 48 ساعة" التي أطلقتها دائرة الاتصال بالرئاسة التركية لرفع مستوى الوعي بين الشباب، تمضي قدماً في مهمتها للتخلص من هذه الممارسة المتوغلة.
ومن خلال عرض ممتلكات الأفراد الذين ماتوا نتيجة للتدخين، قامت السيدة إسراء البيرق عضوة مجلس إدارة منظمة الهلال الأخضر غير الربحية التي تعالج التدخين وإدمان المخدرات الأخرى، بلفت الانتباه إلى مخاطر التبغ عبر فعالية أقيمت في منطقة أوسكودار في إسطنبول.
ونظمت بلدية أوسكودار هذه الفعالية في الساحة العامة بالتعاون مع "مبادرة حماية الأطفال والشباب من وباء التبغ وأضراره" من أجل شرح أضرار التدخين، حيث عُرضت ضمن نطاق الحدث 350 قطعة متبقية من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب التدخين، مع كتابة أسماء وأعمار المتوفين بجانب الأشياء التذكارية.
وترأست البيرق المعرض وحضرته مشرف طوبى دورغوت نائبة حزب العدالة والتنمية في إسطنبول والدكتور جودت إردول مدير العلوم الصحية وحلمي تركمان رئيس بلدية أوسكودار.
وفي معرض كلمته التي ألقاها في الحدث قال الدكتور إردول: "التبغ يتسبب بأكثر من ضعف الأضرار الناجمة عن كوفيد-19 في عام واحد. ونحتاج إلى تذكيركم جميعاً بأننا نفقد 350 شخصاً كل يوم في بلادنا، أليس التبغ وباءً؟ لقد عانى العالم بأسره من وباء كوفيد-19 لمدة عامين وفقد أكثر من 120.000 شخص سنوياً، لكن الخسارة التي يتسبب بها التبغ تزيد عن الضعف و لا زالت الأرقام في ازدياد. إن سلاح التبغ ضار جداً، بل ربما يكون أعظم سلاح دمار شامل عرفه العالم على الإطلاق. وحتى القنبلة الذرية لم تؤذِ البشرية إلى هذا الحد لأننا نتعرض لهذا السم مع كل نفثة دخان".
من جانبها، أوضحت البيرق الآثار السلبية للسجائر الإلكترونية، مؤكدةً أن هذا المنتج "حيلة جديدة" لصناعة التبغ. وأكدت أن هذا المشروع الإجرامي الضخم يحاول جذب انتباه الشباب من خلال نشر معلومات كاذبة وترويجية، مشيرة إلى مزاعم كاذبة مفادها أن السجائر الإلكترونية أكثر أماناً وأقل ضرراً.
وأكدت البيرق على أهمية زيادة الوعي العام بالقول: "هذه المعركة تؤثر علينا جميعاً، لكن شبابنا هم الأكثر تضرراً لأنهم مستهدفون من أصحاب هذه الصناعات التي تبحث عن الأشخاص الذين يمكن إقناعهم بتدخين السجائر بسهولة وهذا أمر هام بالنسبة لنا".
بدوره قال رئيس بلدية أوسكودار حلمي تركمان إن الحدث هام بالفعل وأشار إلى أنه على مدار العشرين عاماً الماضية، تم اتخاذ العديد من الخطوات الرئيسية في هذا المجال. وذكر تركمان أنه في إطار هذه الخدمات، اتُّخذت قرارات رائدة في مجال مكافحة التبغ، مضيفاً أنه من الضروري مراقبة حظر التدخين في الأماكن المغلقة والمقاهي والحافلات والطائرات. وشدد على أن "الرئيس اتخذ قرارات ثورية وحازمة".
كما أعرب الزوار عن إعجابهم بمثل هذا المعرض الذي دفع الآباء على وجه الخصوص والمنظمات لزيارة واستضافة هذه المعارض والفعاليات بشكل متكرر لمكافحة استخدام التبغ بين الشباب.
وفي الختام شددت البيرق على أنها تأمل باتخاذ الحكومة خطوةً كبيرةً لمنع بيع جميع أنواع التبغ في تركيا من أجل حماية الشباب، لأن هدفنا المشترك هو النضال من أجل الحق في حياة صحية وهواء خالي من الدخان.